تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن الأطفال الذين يعايشون مشاكل وشجار الأبوين، يمارسون السلوك ذاته مستقبلا مع زوجاتهم وأبنائهم. فالأطفال حسب نفس الدراسات يتلقون داخل البيت الكثير من الرسائل السلبية والإيجابية التي تبرمجهم، لتترجم إلى سلوكيات في المستقبل تحدد شخصياتهم وقيمهم. ذ.مونير لحفاص، مدرب في مهارات التنمية الذاتية والإرشاد التربوي ومتخصص في قضايا الطفولة والمراهقة والعلاقات الزوجية يحدثنا عن تبعات واثار الشجار بين الزوجين داخل البيت على الأبناء، ويقترح حلولا حتى نضمن جيلا متوازنا نفسيا واجتماعيا وأسريا.
هل يمكن اعتبار الشجار بين الوالدين أمرا طبيعيا؟
الشجار بين الزوجين أمر طبيعي نظرا للنقص الذي يعاني منه الإنسان، فمهما كان ذكيا اجتماعيا وعاطفيا ويملك من مهارات التواصل الشيء الكبير، فإن الاختلاف حاصل لا محالة لأنها سنة الله في الخلق، فتحدث الصدامات ويتشاجر الزوجان ثم يتصالحان، خاصة وأن سبب الشجار والجدال غالبا ما يكون في أمور تافهة قد تكون أعباء الحياة من عمل وتربية ومشاغل ومصاريف البيت، وقد يكون الشجار في بعض الأحيان للتعبير عن الاستياء والتفريغ والتنفيس من الضغوطات التي لم تجد طريقها الصحيح.
كيف يمكن التعامل مع الخلافات التي تقع بين الوالدين أمام الأبناء؟
المطلوب من الزوجين تجنب كل المثيرات والمقدمات التي قد تسبب الشجار وتؤدي إليه، وإذا ما حدث الشجار فلا بد من التعامل معه برقي واحترام خاصة أمام الأبناء، فلا تعلوا الأصوات ولا يتم اللجوء إلى السب أو القذف أو الاستهزاء والتشهير واللوم والعتاب والمقارنة، لـأنها كلها اليات تدمر أولا العلاقة بين الزوجين، ثم تدمر وتشوه صورة الأب والأم عند الأبناء.
هل من اثار نفسية سلبية على الصغار؟
الأبناء يقلدون والديهم بامتياز، فالخوف كل الخوف أن يتشبعوا بشخصيات ابائهم السلبية أثناء الشجار، وهذا أمر نجده في الأسر التي تعاني من كثرة الجدال والمشاجرات، نفس العبارات والإشارات والهمز واللمز يوظف بين أبناء الأسرة الواحدة. أضف إلى ذلك ان الشجار أمام الأبناء يقودهم بشكل غير واعي إلى العدوانية، فتظهر عليهم اضطرابات سلوكية ويكون المدخل سهلا للانحراف والإدمان على التدخين والمخدرات، ناهيك عن الانسحاب الاجتماعي الذي يولد الحقد والكراهية والانطوائية، ولا غرابة أن نجد في الأسر التي تعاني من الشجار المستمر الحاد أبناء يعانون من التبول الاإرادي والتأتأة والخجل المفرط، وقضم الأظافر وصك الأسنان.
ماذا عن الاباء الذين يقصدون غرفة النوم لحل خلافاتهم؟
أسوأ الخيارات التي يلجأ إليها الوالدان لتدبير الشجار هي غرفة النوم، لشيء واحد مباشر هو أن غرفة النوم ستصبح رابطا سلبيا لهما في حالة الصفاء، فتكون غرفة النوم ذكرا للجفاء حال الصفاء، لهذا نفضل أن يكون في أي مكان داخل البيت أو خارجه عدا هذه الغرفة.