داخل نفق مظلم،يمكن أن يحدث بين الرجل والمرأة أشياء عديدة تؤثر على استمرارية واستقرار العلاقة الزوجية .. نفق ممنوع و”حشومة “ الحديث عنه في مجتمعنا المغربي ..من خلال هذا الموضوع وغيرها من المواضيع التي تطرحها لالة فاطمة تحاول أن تضيء عتمة هذا النفق ،حاملة بين طياتها أجوبة وتفسيرات من طرف مختصين وأطباء نفسانيين وعلماء اجتماع .
جاء صوتها خافتا قريبا من الهمس، متواريا خلف أسلاك الهاتف. بعد جهد تمكنا من سماعها، وهي تتوسل لإيجاد حل لمشكلتها فقالت الزوجة المعذبة: “زوجي يخونني يوميا وفي غرفة النوم.. عشيقاته متعددات ومن جنسيات مختلفة. إنه مدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية». سكتت طويلا ثم أضافت بعد تنهيدة حزن، انقلبت حياتي رأسا على عقب، أصبحت في البيت كأشيائه الجامدة المجردة من كل حس أو شعور، ممنوع علي الشكوى أو السؤال أو التذمر، وإن فعلت سأجد نفسي مرمية في الشارع، كعلبة دواء بعد انتهاء صلاحيتها. هذا ما بت أسمعه من تهديدات بعد سؤالي “كيف يستبدل زوجته بصور جامدة؟ كيف ولماذا أهمل أسرته وأولاده؟ كيف تحول عالمه ونشوته صوب الانترنت وفي تلك المواقع الخليعة؟
عساني أجد جوابا لديكم بعد أن جفت دموعي، واحتارت أفكاري وضاعت بوصلتي.
حب استطلاع
صرخة أخرى سمعناها من أم هاجر، حيث تقول: “صحيح زوجي لم يصل بعد إلى مرحلة الإدمان، لكنه بين الحين والآخر يدخل إلى هذه المواقع بدعوى الاكتشاف وحب الاستطلاع، وما يزعجني في الأمر أنه يجبرني على مغادرة غرفة النوم ليمارس عادته السرية، ويخلد بعدها للنوم. وعن سؤالنا كم مرة يتكرر هذا الموقف؟
أجابتنا أم هاجر كانت مرة أو مرتين كل ثلاثة أشهر، لكني في الآونة الأخيرة لاحظت أنه يكثر الدخول إلى هذه المواقع، وقد تصبح مرة كل أسبوع، وربما يوميا وهنا ستحل بنا الكارثة.
رغم أني زوجة غير مقصرة في واجباتي الزوجية، متدينة أرفض بالمطلق مجاراة زوجي واقتسام المتعة المزورة في هذه المواقع الإباحية. وأخيرا أصبحت أفكر جديا في الطلاق. حتى لا أصبح زوجة رجل شاذ جنسيا.
شكوك في أن يصبح مدمنا
قصة سناء تختلف في بعض تفاصيلها عن باقي القصص، متزوجة منذ سنة وهي حامل، تقول: “لاحظت في الأيام الأخيرة انزواء زوجي في ركن من البيت وتصفح جهازه، وكلما أقترب منه يسرع في إغلاقه متحججا بأي شيء آخر حتى يبعدني عنه، وفي مرة دخلت خلسة إلى جهازه فوجدت بعض الصور الخليعة على مكتبه، صدمت أثناء مشاهدتي لها، لكني لم أجرؤ على مصارحته. زوجي يحبني جدا ويعاملني معاملة راقية، لكن لاحظت أنه أصبح يبتعد عني أثناء لقاءاتنا الحميمية، متذرعا بأني حامل ولا يرغب في إزعاجي، لكني أشعر أن هناك شيئا ما يعتمل بداخله وأخشي أن تصبح هذه الصور وهذه المواقع الإباحية عشيقته الثانية، فينهدم بيتي الذي طالما راهنت على أن يظل متماسكا وقويا، لأننا تزوجنا عن حب وعشق.