استيقظت شيريل ميركار بعد سبع ساعات من الجراحة لتكتشف أنها تتنفس بسهولة لأول مرة منذ سنوات. هذا الشعور العميق لم يكن مجرد لحظة عابرة؛ بل كان نتيجة لإنجاز طبي غير مسبوق: أول عملية زراعة مزدوجة للرئتين باستخدام الروبوت، حدث يفتح آفاقًا جديدة للطب الحديث ويمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.
كيف غيّر الروبوت قواعد الجراحة؟
أعلن مركز NYU Langone Health في 22 أكتوبر، عن نجاح فريقه الطبي في استخدام نظام ” Xi دا فينشي” لإجراء أول زراعة مزدوجة للرئتين بالكامل باستخدام الروبوت. تعد هذه الخطوة تطورًا كبيرًا في مجال زراعة الأعضاء ، حيث كانت تُستخدم سابقًا في زراعة رئة واحدة فقط .
شرحت الدكتورة ستيفاني تشانغ، الجراحة الرئيسية تفاصيل العملية قائلة:
“بدلًا من إجراء شق كبير يغطي الصدر بالكامل، استخدمنا أربع فتحات صغيرة بحجم نصف بوصة، مع شق جانبي لإزالة الرئة التالفة وإدخال الجديدة. هذه التقنية تقلل الألم بشكل كبير وتسرّع تعافي المريض.”
من حياة المغامرات إلى الصراع مع المرض
العملية أجريت لشيريل ميركار، 57 عامًا ، هاته الأخيرة عاشت حياة مليئة بالمغامرات. إذ كانت قائدة غوص وسائقة دراجات نارية وحاصلة على الحزام الأسود في الكاراتيه. لكن حياتها تغيرت تماما عندما تم تشخيصها بمرض الانسداد الرئوي المزمن في سن 43 ، حيث أصبحت عاجزة حتى عن المشي عبر الغرفة دون أن تصاب بضيق تنفس شديد.
زاد وضعها سوءًا بعد إصابتها بكوفيد-19 في عام 2022، مما جعل زراعة الرئتين خيارها الوحيد. وبعد سنوات من الانتظار، جاءت اللحظة الحاسمة، حيث وصفت شيريل العملية بأنها: “إنقاذ لحياتي.”
تغيّر جذري في التنفس والحياة
بعد العملية التي استغرقت سبع ساعات، استيقظت شيريل لتكتشف أن الجراحين نجحوا في استخدام الروبوت لزراعة كلا الرئتين. تصف شيريل شعورها قائلة:
“استطعت التنفس بشكل أفضل فور استيقاظي. أشعر بتحسن بنسبة 100%. إنه أمر لا يُصدق!”
عادت شيريل إلى منزلها في 20 نوفمبر، وهي الآن تستعد لاستئناف نشاطاتها التي كانت تعشقها. وتضيف:
“الرعاية التي تلقيتها كانت رائعة. أشعر وكأنني حصلت على فرصة جديدة للحياة.”
مميزات الجراحة الروبوتية
الجراحة باستخدام الروبوت تقدم العديد من المزايا التي تجعلها خيارًا مثاليًا للمرضى:
– تعافٍ أسرع: بفضل الشقوق الصغيرة وتقليل التدخل الجراحي.
– ألم أقل: مقارنة بالجراحات التقليدية ذات الشقوق الكبيرة.
– نتائج أفضل: تحسين جودة الحياة وتقليل المخاطر المرتبطة بالجراحات المعقدة.
خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا
نجاح هذه العملية يمهّد الطريق لمستقبل جديد في الطب، حيث يمكن للروبوتات أن تلعب دورًا أكبر في زراعة الأعضاء الأخرى.
تقول الدكتورة تشانغ:
“التقنيات الروبوتية تطورت بشكل كبير، وهدفنا هو إجراء عمليات أقل تدخلاً جراحيًا لتحسين التعافي وتخفيف الألم. نجاحنا مع شيريل يظهر أن هذا المستقبل ممكن.”
مع تطور هذه التكنولوجيا، قد تصبح الجراحات الروبوتية معيارًا جديدًا يرفع مستوى الرعاية الطبية حول العالم، مما يمنح الأمل للمزيد من المرضى.
في الختام و بينما تعود شيريل إلى حياتها الطبيعية، يبقى السؤال: كيف يمكن للتكنولوجيا أن تستمر في تغيير حياة الناس؟ الإجابة تبدو واعدة، والآفاق غير محدودة.