يشهد عالم الجمال خلال عام 2025 توجها جديدا يمزج بين الإطلالات الطبيعية واللمسات الجريئة، في محاولة لإبراز شخصية المرأة بدلا من إخفائها.
هذا التحول يعكس تطور مفهوم الجمال، الذي أصبح يرتكز على الهوية الفردية والتعبير عن الذات، بعيدا عن القوالب الجاهزة.
تتصدر ظلال العيون الميتاليكية قائمة الصيحات، بألوان مثل الذهبي والنحاسي والفضي، وهي ألوان تعكس الضوء وتمنح العينين بريقا جذابا.
هذه الصيحة تعود بقوة بعد غياب، خصوصا مع اعتمادها من قبل أشهر دور الأزياء وخبيرات التجميل على السجادة الحمراء.
وتتميز بكونها تناسب مختلف درجات البشرة ويمكن دمجها بسهولة مع مكياج بسيط أو إطلالة مسائية راقية.
إلى جانب ذلك، يشهد الآيلاينر الملون عودة لافتة برسومات هندسية مبتكرة، تمنح المكياج طابعا فنيا، الخطوط لم تعد تقتصر على الرموش العلوية، بل أصبحت تتنوع بين خطوط مزدوجة، مائلة أو حتى مقطعة، بألوان جريئة مثل الأزرق الكهربائي والأخضر الزمردي.
هذا النوع من المكياج يمنح المرأة فرصة لتجربة أنماط غير تقليدية تعكس شخصيتها وأسلوبها الخاص.
في المقابل، تراجعت موضة الكونتور الثقيل لصالح إطلالات أكثر نعومة، خاصة في الشفاه التي أصبحت تعتمد على ملمعات شفافة أو مرطبات ملونة تضفي لمسة خفيفة وطبيعية. الشفاه اللامعة بألوان ناعمة كالوردي الخفيف أصبحت رمزا للجمال النقي والأنوثة الراقية.
على مستوى العناية بالبشرة، يبرز مفهوم “Skin Minimalism”، أي الاعتماد على مكياج خفيف يعزز إشراقة البشرة الطبيعية دون إثقالها بطبقات من المستحضرات، كريمات الأساس الثقيلة تم استبدالها بكريمات خفيفة ومرطبات ملونة، مع التركيز على العناية المسبقة بالبشرة كخطوة أساسية في روتين الجمال.
هذا المفهوم يعكس اهتمام النساء اليوم بالجمال النابع من الصحة والنظافة والعناية الذاتية.
كما يتزايد الإقبال على المنتجات النباتية والمستدامة، حيث أصبحت معايير اختيار مستحضرات التجميل تشمل الجوانب البيئية والأخلاقية، وليس فقط النتائج الجمالية، فالعديد من العلامات التجارية باتت تعرض منتجات خالية من المواد الكيميائية القاسية، ومصنوعة من مكونات طبيعية، وغير مختبرة على الحيوانات.
اللافت هذه السنة هو استلهام بعض العلامات التجارية لمستحضرات من التراث المغربي والعربي، مثل الكحل البلدي والحناء، ما يظهر تأثيرا ثقافيا متزايدا في صناعة الجمال العالمية.
الكحل، الذي لطالما كان رمزا للهوية الشرقية، بات يستخدم اليوم بأساليب عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة، كما استعادت الحناء دورها في التزيين، ليس فقط في المناسبات التقليدية، بل كعنصر فني في مكياج الوجه واليدين في عروض الموضة.
بهذا، يواصل مكياج 2025 مساره في كسر الحواجز بين التقليدي والمعاصر، بين الجرأة والبساطة، في رحلة لإبراز الجمال بكل أشكاله وتنوعاته.