استيقظت مدينة وينتر بارك، ولاية فلوريدا الأمريكية على خبر صادم صباح يوم 24 فبراير من سنة 2020. حيث اتصلت سارة بون البالغة من العمر 47 عامًا، برقم الطوارئ، لتبلغهم بصوت متقطع يملؤه الذعر: “إنه ميت… خورخي ميت داخل الحقيبة!”
البداية: لعبة الموت
تقول سارة إنهما كانا يقضيان ليلة عادية، يتبادلان الضحكات ويتناولان الكحول، ويلعبان لعبة الغميضة. وبينما كانا في حالة من المرح، ظنا أنه سيكون من الطريف لو يدخل خورخي داخل الحقيبة الكبيرة. لم يكن أي منهما يدرك أن هذه المزحة ستتحول إلى مأساة مروعة عندما اختنق خورخي داخل الحقيبة وفارق الحياة.
تحقيقات وأدلة تفضح الحقيقة
خلال التحقيقات، لاحظ المحققون وجود كدمات على جسد الضحية، مما أثار تساؤلات حول الرواية التي قدمتها سارة. عند استجوابها، ادعت أنها غفت فوق السرير ولم تكن تعلم أنه يختنق. لكن التحقيقات توصلت إلى مقاطع فيديو صادمة تُظهر خورخي وهو يستغيث بسارة، قائلاً: “سارة، لا أستطيع التنفس”، بينما كانت ترد عليه ببرود: “هذا أمر يخصك…”.
تظهر المقاطع كيف كانت سارة تسجل اللحظات المرعبة بلا رحمة، حتى عندما كان خورخي يناشدها من أجل حياته. ما زاد من صدمة المحققين هو سلوك سارة عند عرض المشاهد عليها، حيث ضحكت بشدة عند سماع استغاثته، مما زاد من الشكوك حول نواياها.
المحاكمة: الدفاع عن النفس أم الاعتداء؟
بعد أربع سنوات من الحادث، بدأت المحاكمة التي جذبت اهتمام وسائل الإعلام والجمهور. ادعى فريق الدفاع عن سارة أنها كانت تعاني من “متلازمة الزوجة المعنفة”، وادعت أن تصرفاتها كانت نتيجة للعنف الذي تعرضت له على يد خورخي. لكن الأدلة التي قدمتها النيابة كانت قوية، مع مقاطع الفيديو التي تُظهر سلوك سارة القاسي.
أثارت المحاكمة العديد من المشاعر المتضاربة، حيث كان المحلفون أمام مهمة صعبة: هل كانت سارة ضحية أم جانية؟ عُرضت تفاصيل العلاقة المتوترة بين سارة وخورخي، حيث طُلب من الشهود تقديم شهاداتهم حول سلوكياتهما المتبادلة.
الحكم
بعد المحاكمة التي استمرت عشرة أيام ،أدانت هيئة المحلفين سارة بون بتهمة القتل من الدرجة الثانية.
اتفق أندرو باين المدعي العام في قضية سارة بون وخورخي توريس مع الحكم و صرح قائلا: “هذه جريمة قتل مروعة. لا ينبغي لأحد أن يتحمل هذا النوع من الصراع والقتال من أجل حياته وأن يموت وحده، متوسلًا لأخذ أنفاسه الأخيرة داخل حقيبة”. وأضاف: “اليوم، تم تقديم العدالة من خلال إدانة سارة بون”.
في الختام تظهر هذه القضية المعقدة كيف يمكن أن تتحول لحظة من المرح إلى مأساة تتطلب مواجهة قانونية .