مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد وتيرة التنقل والسفر خلال فصل الصيف، تطلق جمعيات نسائية وحقوقية في المغرب حملة رقمية تحت شعار “صيف بلا عنف”، بهدف التوعية بمخاطر العنف ضد النساء والفتيات، والتحسيس بأهمية حماية حقوقهن في الأماكن العامة والخاصة.
حملة رقمية برؤية شاملة
الحملة التي انطلقت على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية شهر يوليوز، تُعد امتدادًا لمبادرات سابقة تسعى لمناهضة جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتركز الحملة هذا العام على السياق الصيفي، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث العنف والتحرش ترتفع خلال هذه الفترة بسبب التجمعات، والأنشطة السياحية، وضعف الرقابة في بعض الفضاءات العمومية.
مشاركة فاعلة للمجتمع المدني
تشارك في الحملة عدد من الجمعيات النسائية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وصحافيين وفنانين مؤثرين. وتشمل الحملة بث مقاطع توعوية، شهادات حية لضحايا العنف، ورسائل موجهة للرجال والشباب، تدعو إلى الاحترام والمساواة.
التبليغ والمرافقة القانونية
من بين أهداف الحملة أيضًا، توجيه النساء المعنفات نحو قنوات الدعم والمرافقة القانونية والنفسية، من خلال نشر أرقام خلية العنف ضد النساء التابعة للنيابة العامة، ومعلومات حول مراكز الإنصات والإيواء المنتشرة في عدة مدن.
دعم حكومي محدود
ورغم المبادرات المتكررة، ترى بعض الجمعيات أن الجهود لا تزال مشتتة، وتحتاج إلى تنسيق مؤسساتي أكبر. وتطالب هذه الجمعيات بإشراك السلطات المحلية والأمنية بشكل فعّال في الحملة، وتعزيز آليات التبليغ والاستجابة الفورية للحالات الخطرة.
أرقام مقلقة
تشير آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، إلى أن ما يقارب 57% من النساء المغربيات تعرضن لشكل من أشكال العنف، خلال سنة واحدة، فيما تظل نسبة التبليغ عن هذه الأفعال ضعيفة، لا تتجاوز 10%.
“صيف بلا عنف” ليست فقط شعارًا مرحليًا، بل صرخة جماعية من أجل مغرب يحترم كرامة نسائه، في كل زمان ومكان.