تواجه سابرينا غوميز، الشابة البرازيلية ذات الأربعة والعشرين عامًا، مرضًا نادرًا غيّر مجرى حياتها بالكامل. بدأت سابرينا بملاحظة أعراض غامضة في سنوات مراهقتها، لفتت انتباه المحيطين بها. و بعد رحلة طويلة من الفحوصات، شخّص الأطباء حالتها بمتلازمة كوشينغ، التي نتجت عن ورم نادر في الغدة الزعترية يُعرف بورم “التيموما”. يسبب هذا الورم اضطرابًا هرمونيًا معقدًا، مما جعل حياة سابرينا معركة يومية ضد الألم والتحديات.
ما هي متلازمة كوشينغ؟
تُعد متلازمة كوشينغ اضطرابًا هرمونيًا ينتج عن ارتفاع مستوى الكورتيزول، المعروف بهرمون “التوتر”. يلعب الكورتيزول دورًا أساسيًا في تنظيم ضغط الدم ومستوى السكر والاستجابة المناعية. ولكن الإفراط في إفرازه يؤدي إلى أعراض ومضاعفات عديدة، أبرزها:
زيادة الوزن، خاصة في الوجه والبطن.
ضعف العضلات، مما يصعب القيام بالأنشطة اليومية.
ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من مخاطر أمراض القلب.
هشاشة العظام، مما يجعلها عرضة للكسور.
تغيرات جلدية، مثل ظهور بقع داكنة أو خطوط بنفسجية في الجسم.
مسببات المتلازمة :
بالنسبة لسابرينا، كانت المتلازمة نتيجة ورم التيموما في غدتها الزعترية، وهي غدة تقع بين الرئتين وتلعب دورًا هامًا في جهاز المناعة. أدى الورم إلى إفراز الجسم لمزيد من هرمون ACTH، مما رفع مستويات الكورتيزول وزاد من حدة أعراض المتلازمة. يمكن أيضًا أن تحدث متلازمة كوشينغ بسبب الإفراط في استخدام أدوية الكورتيكوستيرويد، أو بسبب ورم في الغدة النخامية أو الغدة الكظرية. بعض أنواع السرطان ، مثل سرطانات الرئة، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ارتفاع الكورتيزول.
بداية الأعراض ورحلة التشخيص
في سن الخامسة عشرة، لاحظت سابرينا انتفاخًا في وجهها وزيادة سريعة في وزنها، إضافة إلى ظهور بقع داكنة على بشرتها. دفع ذلك عائلتها للبحث عن تشخيص، لكن رحلة التشخيص كانت طويلة وصعبة حتى أكد الأطباء إصابتها بمتلازمة كوشينغ ، وهو تشخيص نادر في مثل هذا العمر. على مدى سنوات، خضعت سابرينا لعدة علاجات، بما في ذلك جراحة لاستئصال الغدد الكظرية في عام 2022. ورغم أن الجراحة ساعدت في تقليل الكورتيزول، إلا أن بشرتها اسمرت بسبب ارتفاع هرمون ACTH الذي يحفز إنتاج الميلانين.
الدعم المجتمعي وتأثير المرض على حياتها النفسية :
لم تقتصر تحديات سابرينا على الجانب الجسدي، بل عانت أيضًا نفسيًا من تغيّر مظهرها، خاصةً لون بشرتها، مما جعلها محور انتباه الآخرين. مع ذلك، لقيت دعمًا من مجتمعها، حيث نظم السكان المحليون حملات لجمع التبرعات لتغطية تكاليف علاجها، مما عزز شعورها بالتضامن الإنساني.
قصة سابرينا ليست مجرد معاناة، بل هي رمز للشجاعة والإصرار. في مواجهة هذا المرض النادر، لا تزال سابرينا مفعمة بالأمل بفضل دعم مجتمعها وإيمانها بقدرتها على التغلب على الألم. برغم التحديات، تبقى قصتها مصدر إلهام للجميع، وتؤكد أن الأمل لا ينطفئ حتى في أحلك الظروف. دمتم سالمين .