قلة النوم من أبرز ما يُرهق الأمهات الجدد، خاصة في الشهور الأولى بعد الولادة.
طفلكِ يستيقظ كثيرًا، ينام في النهار ويقظ في الليل، أو لا ينام إلا وهو بين ذراعيكِ… فتبدئين في التساؤل:
هل يمكن أن يعتاد على نوم منتظم؟ وهل من خطوات تساعده على النوم المتواصل ليلاً؟
الخبر السار: نعم، يمكنكِ تدريجيًا وضع روتين نوم بسيط وفعّال يساعده على الاستقرار، ويمنحكِ أنتِ بعض الراحة.
لماذا ينام الرضيع بشكل غير منتظم؟
الطفل حديث الولادة لا يفرّق بين الليل والنهار، فجهازه العصبي لا يزال غير مكتمل، وساعته البيولوجية لم تتنظّم بعد.
كما أن حاجته المتكررة للرضاعة أو شعوره بعدم الارتياح قد يوقظه في أي وقت.
لكن، ابتداءً من الأسبوع السادس تقريبًا، يمكن البدء في تعليمه تدريجيًا روتينًا يساعده على تهدئة نفسه والاستسلام للنوم.
خطوات بسيطة لروتين نوم فعّال
- هيئي له أجواء “مسائية” مريحة
مع اقتراب موعد النوم، اخفضي الإضاءة وخفّفي الأصوات.
التقليل من التحفيز البصري والسمعي يساعده على فهم أن “الوقت الآن للنوم”.
- اعتمدي طقوسًا ثابتة قبل النوم
روتين بسيط ومتكرر مثل: حمام دافئ، تدليك ناعم بزيت الأطفال، ارتداء ملابس النوم، ثم تهويدة بصوتكِ الهادئ.
سيساعده هذا التسلسل على الربط بين هذه الطقوس والنوم، ويشعره بالأمان.
- ضعيه في السرير وهو ناعس لا نائم
فذلك يُساعده على تعلم تهدئة نفسه دون الاعتماد الدائم على الحمل أو الهز.
إنها خطوة بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.
- ثابري على التوقيت
احرصي على أن يكون وقت النوم ليلًا والاستيقاظ صباحًا متقاربين يوميًا، حتى يبدأ جسمه في التكيّف.
- كوني صبورة مع تقلباته
قد يستغرق الأمر أسابيع حتى يبدأ في النوم لساعات أطول، فكل طفل وتيرته الخاصة.
ارفقي بنفسك، وامنحيه الوقت والمساحة لينمو بأمان.
وماذا عن الرضاعة الليلية؟
من الطبيعي أن يحتاج الطفل للرضاعة ليلًا خلال الأشهر الأولى.
احرصي فقط على إبقاء الأجواء هادئة أثناء الرضاعة الليلية، دون حديث أو أضواء قوية، حتى لا يربط الاستيقاظ بالنشاط.
متى يُنصح باستشارة الطبيب؟
راجعي طبيب الأطفال إذا لاحظتِ أن طفلك:
لا ينام إلا فترات قصيرة جدًا على مدار اليوم.
يرفض النوم رغم علامات التعب الواضحة.
يستيقظ دومًا وهو يصرخ أو يبدو منزعجًا.
يصدر شخيرًا أو يعاني من صعوبات في التنفس خلال النوم.
في المقال القادم:
من الشهر الثالث إلى السادس: تطورات مذهلة في النمو الحركي والعقلي
تابعي معنا مراحل تطوّر رضيعكِ في النصف الأول من عامه الأول: من رفع الرأس والتدحرج، إلى التفاعل مع من حوله، والابتسامة التي تنير وجهه.