تشهد الصين في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات العقم، حيث ارتفعت النسبة من 11.9% سنة 2007 إلى 18% سنة 2020، ما جعل الخبراء والباحثين يبحثون عن حلول مبتكرة لمواجهة هذه الأزمة الصحية والاجتماعية.
تقنية مثيرة للجدل
من بين المقترحات المطروحة، برزت تقنية الأرحام الاصطناعية كخيار ثوري قد يغيّر مسار الإنجاب في المستقبل. غير أن هذه الفكرة أثارت جدلًا واسعًا، إذ وصفها البعض بأنها “إشكالية” وغير أخلاقية، لكونها تحرم الجنين من الارتباط الطبيعي بالأم، وهو ما اعتُبر أمرًا قاسيًا وغير إنساني.
شكوك علمية
وسائل إعلام صينية، من بينها The Standard، نقلت عن خبراء طبيين تشكيكهم في قدرة هذه التقنية على محاكاة عملية الحمل البشرية بالكامل. وأوضح هؤلاء أن بعض العمليات البيولوجية المعقدة، مثل إفراز الهرمونات الأمومية، لا يمكن إعادة إنتاجها مخبريًا مهما تقدمت التكنولوجيا.
مخاوف نسوية
على صعيد آخر، عبّرت أصوات نسوية عن قلقها من هذه الابتكارات. الكاتبة النسوية الراديكالية أندريا دوركين سبق أن حذرت من أن الأرحام الاصطناعية قد تمثل “نهاية دور النساء” في عملية الإنجاب، ما يثير نقاشًا عميقًا حول انعكاسات هذه التقنية على المساواة بين الجنسين.
بين التحرير والتهديد
في المقابل، يرى بعض الباحثين أن هذه التقنية قد تمثل فرصة لتحرير المرأة من أعباء الحمل، خصوصًا المخاطر الصحية التي قد تتعرض لها خلال فترة الحمل والولادة. كما قد تتيح للنساء اللواتي يعانين من مشكلات صحية خطيرة فرصة إنجاب آمنة دون تحمل المخاطر الجسدية.
جدل مستمر
وكان باحثون من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا قد نشروا عام 2022 دراسة أشاروا فيها إلى أن الأرحام الاصطناعية قد تُسهم في “تحويل الحمل إلى حالة مرضية”، أي معاملته كإجراء طبي بحت بدلًا من كونه تجربة إنسانية طبيعية.
وبينما يستمر الجدل حول هذه التكنولوجيا، يبقى السؤال الأساسي: هل ستفتح الأرحام الاصطناعية باب الأمل لملايين الأسر التي تواجه العقم، أم ستخلق أبعادًا أخلاقية واجتماعية أكثر تعقيدًا؟