تستعيد مدينة تازة نبضها الثقافي مع تنظيم الدورة الأولى من مهرجان “الهيتي: الذاكرة والفنون الحية” ما بين 28 و30 نونبر الجاري، في مبادرة تسعى إلى إبراز التراث المحلي وتعزيز حضور الفنون الشعبية والتعبيرات الإبداعية في فضاء يحمل تاريخاً عريقاً. وينظم الحدث من طرف جمعية تازة الكبرى للتنمية، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس– مكناس وشركاء مؤسساتيين.
افتتاح يزاوج بين الطقوس المغربية وروح الإبداع
تنطلق فعاليات المهرجان يوم الجمعة 28 نونبر بمسرح معهد الموسيقى والفنون الكوريغرافية ابتداءً من الرابعة بعد الزوال، في حفل افتتاح يزاوج بين الطقوس المغربية التقليدية والعروض الفنية الموجهة للجمهور. ويحضر حفل الافتتاح كل من سعاد البرنوصي رئيسة جمعية تازة الكبرى للتنمية، الوزير محمد مهدي بنسعيد، عامل إقليم تازة، سفيرة السنغال ورئيس وفد جهة العيون الساقية الحمراء، فيما تقدم الإعلامية ماجدة بنكيران فقرات الأمسية.
ويقدَّم خلال الافتتاح عرض يلقيه أبو القاسم شبري حول هوية المهرجان وخلفيات تنظيمه، يعقبه بثّ فيلم قصير يسلط الضوء على تازة وتاريخها. كما يفتتح معرض تشكيلي مشترك لفنانين من تازة والسنغال بإشراف الفنانة نجوى حسوني، إضافة إلى أروقة للصناعة التقليدية وعروض من فن التبوريدة في جنان بردي.
اليوم الثاني .. الذاكرة أولوية النقاش
يخصص اليوم الثاني لندوة فكرية بعنوان “تازة، الذاكرة والتاريخ” بمشاركة باحثين وفاعلين ثقافيين، منهم نجيب البرنوصي، نور الدين بوسفيحة، مصطفى حسني الإدريسي، أبو القاسم شبري، محمد زين العابدين ونعيمة شيكاوي، بإدارة نادية البرنوصي.
ويعرف اليوم نفسه توقيع رواية “الجانب الآخر من الذات” للكاتب نور الدين بوسفيحة، في لقاء أدبي يمنح القراء فرصة للغوص في تجربة الكاتب ومساره الإبداعي. كما يقدم الفنان ألبيرولا قطعة موسيقية مهداة لتازة، يليها عرض وثائقي للقويدر بناني حول مغارات المدينة وهوّاتها، باعتبارها من أبرز معالم تازة الطبيعية.
وتختتم برامج اليوم بندوة وورشة شبابية حول غناء الهايتي، أحد أعرق التعبيرات الفنية في المنطقة.
عروض موسيقية وأزياء في الهواء الطلق
تحيي شوارع تازة مساء السبت مجموعة من العروض الموسيقية المفتوحة التي تجمع بين الهايتي والراي، بمشاركة فرقة Africa Fusion القادمة من السنغال، في رؤية فنية تعزز الحوار الثقافي بين المغرب وإفريقيا. كما يقدَّم عرض للأزياء المغربية الراقية يبرز براعة المصممين المحليين ويحتفي بالأناقة المغربية.
ختام بطابع تراثي احتفالي
يسدل الستار على المهرجان يوم الأحد 30 نونبر بعروض للتبوريدة واحتفال فني بساحة 20 غشت، بمشاركة فرق تراثية من بينها فرقة تراث حياينة وفرقة الراشدي – أكنول، في مشهد مفتوح يحتفي بروح تازة وتنوع تراثها.
بهذه الدورة، تؤسس تازة لموعد ثقافي سنوي يضع الذاكرة المحلية في الواجهة، ويمنح الفنون الحية مكانة تستحقها داخل مشهد ثقافي يتطلع إلى مزيد من التفاعل والانفتاح.
