يُعدّ انقطاع النفس الانسدادي النومي من أكثر اضطرابات النوم شيوعًا، ويُعرف بتوقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم نتيجة انسداد مجرى الهواء العلوي. هذا التوقف القصير قد يبدو بسيطًا، لكنه يحمل مخاطر صحية كبيرة تمتد من ارتفاع ضغط الدم إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
كيف يحدث الانقطاع؟
تحدث المشكلة عادة أثناء النوم العميق، عندما ترتخي عضلات الحلق ويضيق مجرى الهواء. في البالغين، غالبًا ما يرتبط ذلك بزيادة الوزن أو ضعف العضلات الداعمة لمجرى الهواء، بينما في الأطفال يكون السبب غالبًا تضخم اللوزتين أو اللحمية. ونتيجة لذلك، يتوقف التنفس لثوانٍ معدودة تتكرر طوال الليل، مسببة انقطاع النوم وتراجع جودة الراحة الليلية.
علامات لا يمكن تجاهلها
من أبرز الأعراض الشائعة الشخير العالي والمستمر، الاستيقاظ المفاجئ مع شعور بالاختناق، والتعب المفرط خلال النهار. كما يعاني البعض من صداع صباحي وجفاف الحلق، وقد يلاحظون صعوبة في التركيز وتقلبات مزاجية نتيجة نقص النوم العميق المستمر.
مضاعفات خطيرة على المدى الطويل
تؤكد الخبرة الطبية أن إهمال هذا الاضطراب قد يؤدي إلى مضاعفات صحية بالغة، منها ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري من النوع الثاني، وأحيانًا تأثيرات على الكبد والوظائف العصبية. حتى الحياة اليومية قد تتأثر، حيث يزيد النعاس المفرط خطر الحوادث المرورية والحوادث المنزلية.
التشخيص والعلاج
الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالانقطاع يُنصحون بمراجعة طبيب مختص في اضطرابات النوم. يعتمد التشخيص عادة على دراسة النوم لتقييم نمط التنفس أثناء الليل.
أما العلاج، فيبدأ غالبًا بتغيير نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، تجنب الكحول والمهدئات قبل النوم، والنوم على الجنب بدلًا من الظهر. وقد يكون استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) ضروريًا للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم، وفي بعض الحالات تُلجأ الجراحة لإزالة تضخم اللوزتين أو اللحمية أو تصحيح التشوهات التشريحية.
نصائح للحفاظ على نوم صحي
للتقليل من المخاطر، ينصح بالالتزام بوزن صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، الامتناع عن التدخين والكحول، والاهتمام بالاستشارة الطبية عند ظهور أي من العلامات المبكرة للاضطراب.
يبقى الانتباه إلى انقطاع النفس أثناء النوم خطوة أساسية للحفاظ على صحة القلب والدماغ، وضمان نوم هادئ ينعكس إيجابًا على جودة الحياة.