اشتكت العديد من النساء من عدم وصولهن إلى ما يسمى بالنشوة الجنسية مع أزواجهن خلال العلاقة الحميمة. نشوة شعرن بها في بداية الزواج، لكنها بدأت تضمحل مع مرور الوقت شيئا فشيئا،إلى أن صارت مجرد ذكرى جميلة في مخيلتهن. علاقة حميمية جميلة تحولت إلى مجرد واجب ثقيل، وإلى عملية أوتوماتيكية خالية من أية مشاعر بسبب ما يغلفها من روتين قاتل..
واجب ثقيل
اضطرت سعاد إلى الزواج بشكل جد تقليدي فقط، لأن الخطيب كان زوجا مقتدرا ماديا، ويستطيع أن يتحمل مسؤولية بيت وزوجة، وأيضا لأنها بدأت تشعر بأنها كبرت في السن وهي بحاجة للإنجاب، خصوصا بعد أن يئست من إيجاد حب بديل ينسيها حبها الأول. في بداية الزواج تقول سعاد بأن زوجها كان مراعيا لأن تصل لنشوتها معه، لكن بعد شهرين من الزواجصارت العلاقة الحميمة بينهما عبارة عن اكتفاء من جانبه وحرمان كبير من ناحيتها، علاقة حميمة تصفها سعاد بأنها مجرد تأدية واجب تتمنى التوقف يوما عن تأديته، لدرجة أنها أصبحت تتمنى أن يتزوج زوجة ثانية لكي لا تضطر إلى تحمل نزواته، خاصة وأنها أنجبت طفلتها الأولى ولم تعد بحاجة إليه. وعند سؤالها حول إذا ما حاولت إبداء بعض الجهد من أجل إنجاح علاقتهما الحميمة، أكدت سعاد بأنها في البداية حاولت التجاوب مع زوجها خلال العلاقة الحميمة بينهما، لكن من دون جدوى، لأنه حسب قولها فطريقة زوجها في العلاقة مملة وموحدة، ولا يحاول الإبداع فيها من أجل إسعادها وبأن هدفه الوصول إلى نشوته دون أي مراعاة لمشاعرها هي . تقول سعادبأنها لم تصل يوما مع زوجها إلى الرعشة الجنسية ولم تعرفها يوما، بل صارت حاليا غير مهتمة بحياتها الجنسية لأنها شغلت نفسها بابنتها وبتلبية جميع متطلباتها.
لا أشعر بشيء معه
تقول هدى بأنها عاشت علاقة حب دامت ثلاث سنوات قبل الزواج، لكن هذه العلاقة لم تكن تعلم بأنها ستتحول بعد مدة قصيرة من الزواج، إلى حياة كلها روتين قاتل. تؤكد هدى بأنها لم تصل مع زوجها أبدا إلى الرعشة الكبرى منذ لقائهما الحميمي الأول بينهما، الأمر الذي تسبب في شرخ كبير في علاقتهما الحميمة والعاطفية، حيث إن زوجها اعتبره جرحا لرجولته. تقول هدى بأنها لا تشعر مع زوجها بأي شيء خلال العلاقة الحميمة جراء طريقته الروتينية والمملة حسب تعبيرها، والتي لا يعرف ولا يجتهد في تغييرها، لكن زوجها صم أذنيه كعادته عن صراخها ورغبتها في إنعاش علاقتهما الحميمة، واعتبره انتقاصا من رجولته . تؤكد هدى بأنها حاولت أكثر من مرة أن تلقي الضوء بالواضح تارة وبالمرموز تارة أخرى من أجل الوصول إلى حل وسط يرضيهما معا، لكنه كان دوما لا يلقي بالا لكلامها ويعتبره تافها لا يستحق نقاشا منه أو أدنى تفكير .أصبحت علاقاتهما الجنسية اليومحسب تأكيد هدى تفتر يوما بعد يوم، وهو ما أصبح يندر بخلاف أكبر في زواجهما.
الروتين بإمكانه إنهاء العلاقة الحميمة
يعتبر الدكتور حاتم شرفي الإدريسي أخصائي أمراض جنسية، بأن الروتين الممارس في العلاقة الحميمة بين الزوجين وعدم محاولة إنعاش هذه العلاقة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بملل جنسي، قد يؤدي إلى فتور العلاقة الحميمة بينهما، وأيضا ممكن أن ينهيها بشكل نهائي، مشيرا إلى أن إنعاش العلاقة الحميمة بين الزوجين هو أمر صحي جدا ويعطي عمرا أطول لنجاح العلاقة بينهما…
كما اعتبر الدكتور حاتم شرفي الإدريسي أخصائي أمراض جنسية، في تصريح خص به مجلة –للافاطمة-، بأن الحديث الصريح بين الزوجين بإمكانه أن ينجح علاقتهما الحميمة ويجعلها صحية، مما سينعكس إيجابا بالتأكيد على علاقتهما العاطفية والزوجية… لأنه ليس هناك ما هو أفضل من الوضوح بين الزوجين والحديث فيما بينهما عما يسعدهما خلال العلاقة الحميمة بينهما، وعدم الخجل من التصريح بمشاعرهما الحقيقية عن مدى حصولهما على اكتفائهما الجنسي خلال العلاقة الحميمة.
ويقول الدكتور حاتم شرفي، إن وصول المرأة إلى الرعشة الكبرى خلال العلاقة الحميمة مع زوجها قد يختلف من امرأة إلى أخرى، فهناك من تحتاج إلى الإبداع وابتكار حركات جديدة في كل مرة من أجل الوصول إلى نشوتها، وهناك من هي بحاجة إلى كثير من المداعبات من التقبيل والكلام الجميل خلال العلاقة الحميمة، وأيضا هناك من لا تحصل على نشوتها الكاملة إلا بعد الإيلاج، لذلك يؤكد الدكتور حاتم شرفي الإدريسي أخصائي الأمراض الجنسية، بأن على الرجل محاولة أن لا يكون روتينيا في تعامله مع زوجته، بل يحاول أن يعرف ما يسعدها ويسألها عنه من أجل أن يصلا معا إلى نتيجة مرضية، تجعلهما مكتفيين من العلاقة الحميمة مع بعضهما