أثارت واقعة فصل مهندس صيني من عمله، بعد أكثر من عشر سنوات من الخدمة، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عقب اتهام شركته له بقضاء فترات طويلة ومتكررة داخل دورة المياه خلال ساعات العمل.
الشركة الصينية بررت قرار الفصل بما وصفته بـ”الغياب المطوّل والمتكرر”، مستندة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة التي أظهرت أن الموظف حصل على 14 استراحة طويلة داخل الحمام خلال مدة 30 يوما. من بينها فترة واحدة امتدت لنحو أربع ساعات متواصلة.
وخلال جلسات المحاكمة، أوضح محامو الشركة أن الإدارة حاولت التواصل مع المهندس عدة مرات عبر تطبيقات المراسلة الداخلية أثناء غيابه عن مقر العمل، دون أن تتلقى أي رد، مؤكدين أن طبيعة مهامه المهنية تتطلب حضوره المستمر خلال أوقات الدوام الرسمي.
وحسب ما تم تداوله فقد حاول المهندس الدفاع عن نفسه مؤكدا أن غياباته كانت لأسباب صحية، وقدم وثائق طبية تثبت معاناته من مشاكل صحية، إضافة إلى وصفات طبية وأدوية خاصة بالبواسير تم اقتناؤها خلال شهري ماي ويونيو، فضلا عن خضوعه لعملية جراحية في يناير 2025.
وطالب الموظف بتعويض مالي قدره 320 ألف يوان صيني، معتبرا أن قرار فصله تعسفي ولم يراع وضعه الصحي، غير أن المحكمة رأت أن الوقت الذي قضاه داخل دورة المياه تجاوز الحدود الطبيعية، كما اعتبرت أنه لم يلتزم بإبلاغ إدارة الشركة بحالته الصحية أو التقدم بطلب إجازة مرضية وفق ما ينص عليه عقد العمل.
وبعد تداول القضية أمام محكمتين، توصل الطرفان في نهاية المطاف إلى تسوية ودية، وافقت بموجبها الشركة على دفع 30 ألف يوان صيني للمهندس، تقديرا لخدماته السابقة وتعويضا جزئيا عن الأضرار المالية التي لحقت به بعد فقدانه لوظيفته.