تحتاج المرأة بعد الولادة إلى عناية غذائية خاصة تُمكّنها من التعافي واستعادة طاقتها، وفي الوقت نفسه تزوّد رضيعها بكل ما يحتاجه للنمو السليم. فحليب الأم ليس مجرد غذاء، بل درع مناعي طبيعي يحمي الطفل من الأمراض ويمنحه بداية صحية متينة.
أهمية الرضاعة الطبيعية
يُعدّ حليب الأم الغذاء الأمثل للرضيع خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، ويستمر في تلبية جزء مهم من احتياجاته الغذائية حتى عامه الأول. كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على استعادة توازنها الجسدي والعاطفي بعد الولادة، إذ تساهم في:
• تسريع التعافي من خلال عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
• تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بفضل توازن الهرمونات خلال فترة الإرضاع.
• تعزيز التواصل العاطفي بين الأم وطفلها، ما يدعم الصحة النفسية للطرفين.
خمس نصائح غذائية للأمهات المرضعات
- حافظي على الترطيب
يُستحسن شرب من لترين إلى ثلاثة لترات من السوائل يوميًا، تشمل الماء، الحليب، الشوربات، واللبن الرائب، للحفاظ على ترطيب الجسم وضمان إدرار جيد للحليب.
- تناولي وجبات صغيرة ومتكررة
يفضَّل تقسيم اليوم إلى ست وجبات خفيفة ومتوازنة بدلًا من ثلاث وجبات رئيسية. هذا النظام يساعد على تثبيت مستويات الطاقة واستمرار إنتاج الحليب بسلاسة.
- ركّزي على الأطعمة الغنية بالألياف
تساعد الألياف على الهضم السليم وتمنع الإمساك. يُنصح بإدراج الشوفان، الأرز البني، العدس، البطاطا الحلوة، الخضار الورقية، والتوت في النظام اليومي. كما يجب التأكد من نظافة الطعام وطهوه جيدًا لتفادي أي عدوى غذائية.
- اعتدال في الأطعمة والمشروبات
من الضروري تجنّب الأطعمة المقلية والمعالجة والمشروبات الغازية والسكرية، مع الامتناع عن الكحول والتدخين. كما يُفضل تقليل الكافيين لتفادي تأثيره على الرضيع.
- نوّعي في المجموعات الغذائية
احرصي على أن تشمل وجباتك اليومية:
• البروتينات: من الحليب، البيض، البقوليات، الدواجن أو السمك.
• الحبوب الكاملة: مثل القمح الكامل أو الأرز البني لدعم الطاقة.
• الخضر والفواكه: الطازجة والموسمية للحصول على الفيتامينات والمعادن.
• الدهون الصحية: من المكسرات، البذور، والزيوت النباتية المفيدة.
احتياجات تختلف حسب الحالة الصحية
تختلف المتطلبات الغذائية من أم لأخرى:
• النحيفات: يحتجن إلى رفع السعرات والبروتين لدعم إنتاج الحليب.
• البدينات: عليهن التركيز على توازن العناصر دون تقليل حاد للسعرات.
• النباتيات: يُستحسن أن يتناولن أطعمة مدعمة بفيتامين B12 أو مكملات غذائية.
أطعمة تساعد على زيادة الحليب
تُعرف بعض الأطعمة بقدرتها على تعزيز إدرار الحليب، منها:
الشوفان، الحلبة، الشمر، الخضار الورقية، الثوم، المكسرات، البذور، والبقوليات.
النظام الغذائي للأم المرضعة يجب أن يكون متوازنًا وغنيًا بالألياف لدعم صحتها وصحة رضيعها. وعند الحاجة، يمكن اللجوء إلى مكملات مثل الكالسيوم أو فيتامين “د”، خصوصًا في حال قلة التعرض لأشعة الشمس.
فغذاء الأم هو غذاء طفلها، وصحتها هي أول خطوة في بناء مناعة قوية له.