أصبحت العادات اليومية مثل الجلوس الطويل أكثر شيوعًا مع تزايد ساعات العمل المكتبية، ، لكن الدراسات الحديثة تُظهر أن لهذه العادة أثرًا خطيرًا على الرئتين.
تأثير الجلوس على الرئتين
يؤكد خبراء الصحة والتنفس أن الجلوس لساعات طويلة يقلل من كفاءة الرئتين في امتصاص الأكسجين. فالعضلات التنفسية، مثل الحجاب الحاجز وعضلات الصدر والضلوع، تتراجع قوتها مع قلة الحركة، مما يضعف قدرة الجسم على التنفس الطبيعي ويزيد من خطر الالتهابات التنفسية.
ويشير الخبراء إلى أن ضعف العضلات التنفسية يؤدي إلى انخفاض توسع الرئة، ما يعيق دخول الأكسجين ويزيد تراكم البلغم أو العدوى الفيروسية الثانوية، الأمر الذي قد يساهم في الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وتقليل كفاءة جهاز المناعة.
الأدلة العلمية وراء التحذير
تشير الدراسات العالمية إلى أن الأشخاص الذين يعيشون أسلوب حياة جلوسي يعانون من ضعف في وظيفة الرئة بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بالأشخاص النشطين، بغض النظر عن العمر أو الوزن أو التدخين. كما أظهرت المسوحات أن من يقضون أكثر من 8 ساعات يوميًا في الجلوس أكثر عرضة للمعاناة من ضيق التنفس والتعب.
نصائح للحفاظ على صحة الرئة
الأخبار الجيدة هي أن هذه الأضرار قابلة للتقليل أو الوقاية منها عبر بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة:
• التحرك كل نصف ساعة: الوقوف أو القيام بتمارين تمدد بسيطة.
• تمارين التنفس: ممارسة تمارين التنفس العميق لتقوية العضلات التنفسية.
• نشاط بدني يومي: مثل المشي السريع، السباحة، أو اليوغا لمدة 30 دقيقة على الأقل.
تؤكد هذه الإجراءات على تعزيز قوة الرئة وتحسين القدرة على التنفس، مع دعم وضعية الجسم وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس الطويل.
الجلوس لساعات طويلة لا يضر فقط بالوزن أو القوام، بل يؤثر مباشرة على كفاءة رئتيك ويزيد من خطر أمراض الجهاز التنفسي والمشاكل القلبية. التحرك المنتظم وممارسة الرياضة ليست رفاهية، بل ضرورة لصحة رئتيك وحياتك اليومية.