يأتي موسم الأمطار محملاً بالانتعاش والبرودة، لكنه يحمل أيضًا مخاطر صحية لا يستهان بها، أبرزها الأمراض الهوائية التي تجد في الرطوبة بيئة مثالية للانتشار. الحفاظ على الصحة في هذه الفترة لا يقتصر على علاج الأعراض عند ظهورها، بل يعتمد أساسًا على اتخاذ خطوات وقائية تحميك أنت وعائلتك. فيما يلي أبرز 3 التهابات هوائية ترتفع معدلاتها في الأجواء الرطبة، وكيفية الوقاية منها.
1. السعال المستمر
السعال الذي يلازمك لعدة أيام ليس مجرد إزعاج ليلي، بل قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية أعمق. فالرطوبة تجعل الإفرازات المخاطية في الشعب الهوائية أكثر كثافة، مما يهيئ الظروف لالتصاق الفيروسات والبكتيريا.
الأشخاص المصابون بالحساسية أو الربو يكونون الأكثر عرضة، حيث تتحول الأعراض البسيطة إلى صعوبة في التنفس أو صفير في الصدر.
النصيحة: إذا استمر السعال أكثر من أسبوع، لا تستهِن به، واستشر طبيبًا بدلًا من اعتباره مجرد تهيج موسمي.
2. التهابات الجهاز التنفسي العلوي
خلال موسم الأمطار، تنتشر التهابات الجهاز التنفسي العلوي بشكل ملحوظ. من أعراضها: التهاب الحلق، انسداد الأنف، وارتفاع طفيف في الحرارة.
كثيرون يعتقدون أنها “نزلة برد عابرة”، لكن الرطوبة تزيد من فرص تحوّلها إلى التهابات أكثر حدة، خصوصًا إذا صاحبها ضعف في المناعة.
النصيحة: غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه يقللان من انتقال العدوى. وفي حال استمرار الأعراض، من الأفضل زيارة الطبيب لتفادي المضاعفات.
3. التهاب الملتحمة (العين الوردية)
العين الحمراء والحكة الشديدة قد تكون أكثر من مجرد حساسية موسمية. التهاب الملتحمة الفيروسي ينتشر بسرعة كبيرة، خصوصًا في الأماكن العامة أو عبر مشاركة الأدوات الشخصية. الأطفال والعاملون في المكاتب ومرتادو المواصلات العامة هم الأكثر عرضة للإصابة.
النصيحة: تجنب لمس العينين بيدين غير نظيفتين، ولا تشارك المناشف أو أدوات العناية الشخصية مع الآخرين.
جودة الهواء في الداخل لا تقل أهمية
كثيرون يعتقدون أن إغلاق النوافذ وتشغيل المكيفات يحميهم من الرطوبة، لكن الحقيقة أن هذا السلوك يخلق بيئة مغلقة تسمح للجراثيم بالانتشار.
النصيحة:
- افتح النوافذ عندما يتوقف المطر لتجديد الهواء.
- استخدم المراوح أو أجهزة إزالة الرطوبة في الغرف شديدة البلل.
- حافظ على التهوية المستمرة لمنع تراكم البكتيريا والعفن.
خطوات وقائية أساسية لموسم الأمطار
- التهوية المنتظمة: تجديد الهواء الداخلي بفتح النوافذ عند توقف المطر.
- التقليل من الرطوبة: عبر استخدام أجهزة إزالة الرطوبة أو المراوح.
- ارتداء الكمامة عند السعال: حماية للآخرين من انتقال العدوى.
- غسل اليدين بانتظام: خاصة بعد ملامسة الأسطح المشتركة.
موسم الأمطار لا يعني البقاء في المنزل أو التخلي عن النشاطات اليومية، بل يستدعي زيادة الوعي والوقاية. أهم خطأ يقع فيه الكثيرون هو الانتظار طويلًا قبل زيارة الطبيب أو اللجوء إلى العلاج الذاتي، مما يزيد من خطر المضاعفات.
السعال المستمر أو العين الحمراء المصحوبة بإفرازات ليست أعراضًا عابرة، بل إشارات تستحق الاستشارة الطبية الفورية.