يعدّ العام الأول من عمر الطفل حجر الأساس في تكوين شخصيته وشعوره بالأمان والانتماء. فبعيدًا عن الوزن والطول ومواعيد التطعيم، هناك نمو آخر لا يقاس بالأرقام، بل بالمشاعر والاستجابات: النمو النفسي والعاطفي.
في هذا المقال، سنأخذكِ في جولة بين طرق بسيطة، لكنها مؤثرة في تعزيز ذكاء طفلكِ العاطفي، وبناء علاقة آمنة بينكما تقوم على الثقة والحب والتواصل.
التواصل البصري .. أول لغة بينكما
منذ الأيام الأولى، يبدأ الطفل في التعرف على وجهكِ، ويبحث عنه بين الوجوه. خصصي لحظات يومية للنظر مباشرة في عينيه أثناء الرضاعة أو التغيير أو اللعب، فالتواصل البصري ينمّي شعوره بالأمان، ويقوّي الرابط بينكما.
صوتكِ .. موسيقاه الأولى
تحدثي إليه كثيرًا، حتى لو كان لا يفهم الكلمات. نبرة صوتكِ، نغمته، وحتى تكرار بعض الجمل بلطف، تعزز لديه الشعور بالطمأنينة. أخبريه بما تفعلين: “سأحملك الآن”، “سنبدل الحفاض”، “هيا نغني معًا”، فذلك يساعده على الربط بين اللغة والمشاعر.
اللمس .. غذاء عاطفي لا يستغنى عنه
العناق، التربيت، واللمسات الحانية لها تأثير مباشر على نمو الطفل النفسي. الطفل الذي يحمل ويحتضن ويطمأن، ينمو أكثر استقرارًا وثقة في نفسه ومحيطه. لا تخافي من “تدليله”، فالأمان لا يفسد، بل يبني.
اللعب التفاعلي .. بوابة الذكاء العاطفي
في الأشهر الأولى، لا يحتاج الطفل لألعاب إلكترونية معقدة، بل لأم تتفاعل معه. اللعب معه بصوتك، وجهك، ويديك، ينمّي لديه مهارات التواصل والاستجابة والتفاعل مع العالم.
الاستجابة لبكائه .. رسالة خفية بالحب
عندما يبكي الطفل ويجدكِ حاضرة، يتعلم أن مشاعره مهمة، وأنه ليس وحده. عدم تجاهل بكائه يعلّمه الثقة بالآخرين، ويعزز لديه الإحساس بالأمان والانتماء.
في المقال القادم:
هل يبكي طفلك كثيرًا؟ متى يكون الأمر طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟
سنجيب عن أسئلتك حول بكاء الرضيع، أنواعه، أسبابه، وكيف تميزين بين الجوع والانزعاج أو المغص.