في أجواء احتفالية مفعمة بالتاريخ والفن، شهد موقع شالة الأثري بالعاصمة الرباط مساء أمس، انطلاق عروض “نوستالجيا” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وقد أشرف على حفل الافتتاح السيد وزير الثقافة مهدي بنسعيد، إلى جانب السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، وحضور وازن لعدد من سفراء الدول الصديقة وشخصيات ثقافية وفنية مرموقة.

يمثل عرض “نوستالجيا” تجربة فنية فريدة تمزج بين العرض المسرحي الغامر والتكنولوجيا الحديثة، في قالب يحكي فصولا من الذاكرة المغربية، ويستحضر محطات مشرقة من الحضارات المتعاقبة على موقع شالة، من الفينيقيين والرومان، إلى العصر الإسلامي والمريني.
كل ذلك من خلال سرد بصري وصوتي تفاعلي يجعل الزائر جزءا من القصة، لا مجرد مشاهد لها.

إحياء التاريخ برؤية معاصرة
العرض ليس فقط مناسبة فنية، بل هو مشروع ثقافي شامل يهدف إلى رد الاعتبار للتراث المغربي، وجعل المواقع التاريخية فضاءات حية للحوار بين الماضي والحاضر.
وقد استخدمت في العرض تقنيات حديثة للإضاءة والإسقاط الثلاثي الأبعاد (3D mapping)، إلى جانب المؤثرات الصوتية الحية، مما أضفى على التجربة طابعا سينمائيا غامرا يجعل من كل مشهد لحظة شعورية متكاملة.

تجربة تمزج بين الفن والهوية
يعتبر “نوستالجيا” أكثر من مجرد عرض؛ إنه دعوة مفتوحة لاكتشاف الذات الجماعية للمغاربة، وإعادة الاتصال بصفحات ناصعة من التاريخ.
وقد لقي العرض إشادة واسعة من الحضور الذين عبروا عن إعجابهم بالجمع بين التراث المادي واللامادي، في تجربة تتجاوز الحدود التقليدية للمسرح.
