كشف النجم العالمي جوني ديب في حديث علني نادر عن جوانب مظلمة من طفولته، حيث تحدّث بتأثر عن نشأته وسط بيئة عائلية مضطربة تميزت بالعنف الجسدي والنفسي، وبأم وصفها بأنها “قاسية” و”عنيفة”، وبأب صامت يتحمّل الألم دون اعتراض.
“كانت تضربنا بما تضع يدها عليه”
قال ديب إن والدته كانت تتسم بتقلبات حادة في المزاج، وكانت تفرّغ غضبها على أفراد العائلة بطرق قاسية، موضحًا:
“كانت تضربنا بأي شيء بيدها، حذاء بكعب، هاتف، منفضة سجائر… أي شيء كان قريبًا منها”.
وأشار إلى أن والدته لم تكن تكتفي بالعنف الجسدي، بل كانت توجه كلمات مهينة وقاسية لأبنائها، الأمر الذي خلق جوًا من التوتر والخوف الدائم داخل المنزل. وأضاف:
“كنا ننتبه لحركاتها ونحاول التنبؤ بانفعالاتها، لأنها قد تنفجر فجأة، وغالبًا كنت أنا المستهدف”.
أب صامت… وألم مكتوم
رغم ما عاناه من والدته، وصف ديب والده بأنه كان رجلًا هادئًا ولطيفًا، يعيش الألم بصمت ولا يرد على الإهانات أو العنف.
“كان والدي يتحمل كل شيء… رأيته مرة يضرب جدارًا من الخرسانة حتى كسر يده، لكنه بقي محافظًا على هدوئه وعلاقته بنا”.
وعندما قرر الأب مغادرة المنزل، كان ذلك لحظة فارقة في حياة جوني، إذ قال له والده:
“لقد اكتفيت… أنت الرجل الآن”.
وهي جملة قال ديب إنها أثقل من أن يستوعبها طفل في الخامسة عشرة من عمره.
محاولة انتحار الأم وبداية الإدمان
بعد رحيل والده، دخلت والدته في حالة اكتئاب عميق، وصلت بها إلى محاولة إنهاء حياتها بتناول كمية كبيرة من الأدوية. وقد تم إنقاذها في المستشفى بعد غسيل معدتها.
كانت تلك التجربة بداية مرحلة جديدة في حياة ديب، حيث بدأ، وهو في سن 11 عامًا، بتجربة المهدئات التي كانت والدته تتناولها، في محاولة منه للهروب من الضغط النفسي.
“لم أكن أعرف كيف أهدّئ نفسي… فقط أردت أن أختفي من الداخل”، قال ديب، مضيفًا أنه جرب معظم أنواع المخدرات التي كان يعرفها قبل بلوغه 15 عامًا.
وأكد أن هدفه لم يكن التسلية، بل التخدير الذاتي:
“لم أتعاطَ لأحتفل… كنت أريد فقط أن أُخمد كل هذا الإحساس”.
“تعلمت كيف لا أكون مثل والدتي”
أشار جوني ديب إلى أن ما عاشه في صغره شكّل لديه وعيًا عميقًا بأهمية التربية السليمة. وقال إنه حرص دائمًا على أن يكون أبًا مختلفًا تمامًا:
“لا تصرخ أمام أطفالك، لا تخيفهم، لا تهينهم. أردت دائمًا أن أوفر لأطفالي بديلًا لما عشته… أردت أن يعرفوا أن هناك خيارات، وأن الخطأ لا يعالج بالعنف”.
في هذه الشهادة الشخصية الصريحة، قدّم جوني ديب صورة إنسانية مختلفة عن نفسه، بعيدة عن الأضواء والأدوار السينمائية، صورة طفل عاش في ظل الخوف والصمت، لكنه قرر أن يوقف الدائرة، ويعيد تعريف الرجولة والحنان كما لم يعرفهما يومًا.