ماما نوال الصوفي، المغربية التي تتحدث اللهجة الشامية بطلاقة، وتعيش على جزيرة صقلية الإيطالية، هي التي شهدت ولادة 200 ألف لاجئ إلى القارة العجوز، عبر إنقاذهم من قوارب الموت.
كرست الأنثى الإنسانة نوال الصوفي حياتها، خلال الأعوام الماضية، لإنقاذ ركاب قوارب الموت، إذ بات رقم هاتفها هو الأمل الوحيد للفارين من جحيم الحرب، لتروي قصتها على منصة صناع الأمل، خلال حفل أقيم بدبي، بحضور أكثر من 2500 شخص، وتدفع دموع نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ماما نوال، كانت عبر هاتفها صلة الوصل شبه الوحيدة بين اللاجئين في عرض البحر، وخفر السواحل الإيطالي، إذ تتواصل مع المستغيثين، وتحاول أن تحدد مواقعهم قبل أن ترسل المعلومات اللازمة لخفر السواحل، للتحرك باتجاه قوارب اللاجئين.
وبينت نوال أن “كلمة ماما نوال لها كذا سبب، واحد منها هو الإحساس الذي يضج في قلبي، في اللحظة التي يتصل بي فيها أحد من البحر، أشعر كأنه جزء مني، وكأني أدخل مرحلة المخاض، وكأني أم تتألم، وتسعى إلى الوصول إلى أحد ينقذها، واللحظة التي تطل بها زوارق خفر السواحل على اللاجئين، هي لحظة الولادة، هي اللحظة التي تشتاقها كل أم، حينما تعلم بأن وليدها تنفس الحياة”.
لا تترك نوال الصوفي أبدا هاتفها النقال بعدما صار رقمها هو أول ما يتصل به عدد كبير من اللاجئين السوريين التائهين في البحر، طلباللنجدة والإغاثة.
تلقت نوال أول اتصال من شخص مذعور صباح أحد أيام صيف 2013. كان مئات السوريين تائهين في البحر المتوسط على مركب مهدد بالغرق بعد أن بدأت تسربت إليه المياه.
فوجئت نوال الصوفي بالاتصال، لكنها عمدت فورا إلى إبلاغ خفر السواحل الإيطاليين، الذين شرحوا لها كيف يمكنها مساعدة المهاجرين على معرفة إحداثيات موقعهم باستخدام نظام «جي بي اس» في هاتف متصل بالأقمار الصناعية، لتوجيه فرق الإغاثة للعثور عليهم.
بعد ساعات صمت طويلة، تنفست أخيرا الصعداء. كانوا جميعاسالمين. ومنذ ذلك الحين، تكرر هذا السيناريو مئات المرات.