فاجأت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك الجمهور المستمع لواقعة تقول عنها ، لازالت تتذكر تفاصيلها ، بوضوح، رغم مرور عقود على وقوعها. حيث تعرضت الأخيرة للتحرش الجنسي من قبل رجل في الحافلة . حيث لمس ساقها وهو مزهو بفعلته ، بينما هي شعرت بالخجل والصدمة. مما منعها من مغادرة الحافلة لعدة محطات، وبقيت تحمل هذا الشعور لفترة طويلة دون أن تخبر حتى والدتها .
تحدثت الوزيرة عن هذه التجربة خلال بودكاست “جي سبوت ميت شتيفاني غيزينغر”، مشيرة إلى أن حركة “مي تو” النسوية المناهضة للتحرش والعنف الجنسي ضد المرأة كانت دافعاً لها للحديث عن تلك التجربة التي ظلت حبيسة ذاكرتها لسنوات. أكدت بيربوك أنها كانت تشعر بالخجل بعد الحادثة. لكنها اليوم تصر على أن الشعور بالخجل كان يجب أن يكون من نصيب المعتدي، وليس الضحية.
تقرؤون أيضا : وزيرة الداخلية الإسرائيلية “أيليت شاكيد” ترتدي القفطان المغربي في مراكش
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي واجهتها بيربوك، بل أشارت إلى أنها شهدت العديد من الوقائع المماثلة في حياتها. وهو ما يعكس حجم المشاكل التي تواجهها العديد من النساء في المجتمع. شددت على أهمية الحديث عن مثل هذه التجارب لكسر حاجز الصمت المحيط بها، وتعزيز الوعي بضرورة التصدي للتحرش الجنسي بكافة أشكاله.
تكتسب تصريحات بيربوك أهمية خاصة في ظل احتلال حزبها “الخضر” المرتبة الرابعة في استطلاعات الرأي، قبيل الانتخابات الألمانية المقبلة. وهو ما يسلط الضوء على تأثير هذه القضايا على الرأي العام، والدور الذي يمكن أن يلعبه الحديث الصريح عن التحرش الجنسي في تغيير المفاهيم السائدة.
بهذه الشهادة الشخصية، تضيف بيربوك صوتها إلى الآلاف من النساء اللواتي كشفن عن تجارب مماثلة. مما يعزز زخم الحراك المناهض للتحرش، ويحث المجتمع على مواجهة هذه الظاهرة بشكل جدي وحازم.