التحدث مع الطفل عن الموت قد يبدو من أصعب المواقف التي يواجهها الآباء. لكن هذا الحوار ضرورة حتمية لتعزيز فهم الطفل للحياة ومساعدته على التعامل مع مشاعر الحزن والفقد.
لماذا يجب أن تتحدث مع طفلك عن الموت؟
الموت جزء طبيعي من الحياة، وعندما يتعرض الأطفال له لأول مرة، سواء بفقدان أحد الأقارب، أو وفاة حيوان أليف، أو حتى من خلال الأخبار، يصبح من الضروري أن يجدوا من يشرح لهم الأمر بأسلوب يتناسب مع أعمارهم. إذا تجنب الآباء هذه المحادثات خوفًا من إزعاج أطفالهم، فإن الأطفال غالبًا ما يبحثون عن الإجابات بأنفسهم، مما قد يؤدي إلى فهم مغلوط أو شعور بالوحدة في مواجهة مشاعرهم.
من المهم أن يكون الوالد مستعدًا نفسيًا قبل الشروع في الحديث. معالجة الوالد لمشاعره الخاصة وتجاربه مع الموت تساعده على أن يكون أكثر هدوءًا ووضوحًا عند الحديث مع طفله، مما يمنح الطفل شعورًا بالأمان والدعم.
متى يكون الوقت المناسب للتحدث عن الموت ؟
لا يتعين عليك انتظار حدوث مأساة للتحدث عن الموت، ولكن عندما يكون هناك حدث واقعي، كوفاة شخص قريب أو حتى وفاة حيوان أليف، يكون الوقت مناسبًا لبدء الحديث. غالبًا ما يسأل الأطفال أسئلة مفاجئة عن الموت خلال مواقف عادية، مثل مشاهدة فيلم أو سماع قصة، وهذه اللحظات تكون فرصًا مثالية للتحدث بطريقة بسيطة وصادقة.
تقرؤون أيضا :مأساة شاطئ النحلة: ثلاث أرواح تودع الحياة في صراع مع الأمواج
كيف تجري هذا الحديث؟
- اختيار الوقت المناسب: اختر وقتًا هادئًا بعيدًا عن ضغوط اليوم أو قبل النوم.
- استخدام لغة بسيطة: استخدم عبارات واضحة مثل: “لدينا أخبار حزينة، العم توفي.” تجنب العبارات الغامضة مثل “ذهب إلى مكان أفضل” التي قد تترك الطفل في حالة من الارتباك.
- الصدق التدريجي: شارك الحقائق المناسبة لعمر الطفل دون الدخول في تفاصيل معقدة أو مرعبة. استجب لأسئلته بصدق، ولكن لا تقدم أكثر مما يسأل عنه.
- التعاطف والاستماع: دع طفلك يعبر عن مشاعره بأي طريقة يختارها، سواء بالبكاء أو حتى اللعب. الأطفال يعبرون عن حزنهم بطرق مختلفة عن البالغين، وقد يحتاجون إلى وقت لمعالجة ما يشعرون به.
- الاستمرارية في الحوار: اجعل الحديث عن الموت مفتوحًا بحيث يمكن للطفل العودة بأسئلته أو مشاعره في أي وقت.
دور الآباء في دعم أطفالهم نفسيً
وجودك بجانب طفلك ومشاركته مشاعره يخفف من وقع الفقد عليه. من خلال الحديث المتواصل والوجود العاطفي، تساعد طفلك على بناء فهم صحي للموت، مما يعزز قدرته على التعامل مع الفقد في المستقبل.
ختامًا التحدث عن الموت قد يبدو صعبًا، لكنه فرصة لتعزيز التواصل وبناء الثقة بين الآباء وأطفالهم. عندما تقدم هذه المساعدة لطفلك، فأنت لا تساهم فقط في تخفيف ألمه، بل تبني لديه أسسًا قوية تمكنه من مواجهة تحديات الحياة بوعي وقوة.
