يعتبر فقدان الحمل المبكر تجربة شائعة تخلف ورائها ألام نفسية وجسدية كبيرة. في هذا المقال، سنلقي الضوء على علامات الإجهاض المبكر وأسبابه، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه التجربة المؤلمة.
تحدث معظم حالات الإجهاض في الثلث الأول من الحمل ويُعرف طبيًا بـ”الإجهاض العفوي”.
تشير الدراسات إلى أن حوالي 10-20% من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض، مع حدوث أكثر من 80% منها قبل الأسبوع الثاني عشر . تقل مخاطر الإجهاض بشكل كبير مع تقدم الحمل؛ فعلى سبيل المثال، تكون نسبة الإجهاض حوالي 9.4% عند الأسبوع السادس، وتنخفض إلى 0.7% بحلول الأسبوع العاشر.
علامات فقدان الحمل المبكر:
إذا ظهرت عليك الأعراض التالية و شعرت بها لا تترددي في استشارة الطبيب :
– النزيف أو البقع الدموية: قد يكون النزيف المهبلي من أولى علامات الإجهاض، لكن ليس كل نزيف يعني فقدان الحمل. تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل أربع نساء تعاني من نزيف في المراحل المبكرة دون أن ينتهي الحمل بالإجهاض.
– آلام البطن: قد تكون الآلام متقطعة أو مستمرة، خفيفة أو حادة، وغالبًا ما تظهر بعد النزيف.
– نزيف وألم معًا: عندما يترافق النزيف مع الألم، يزيد احتمال الإجهاض.
من الضروري التنبه إلى أن النزيف أو الألم قد يشيران أيضًا إلى حمل خارج الرحم أو حمل عنقودي في كل الحالات يتجوب استشارة الطبيب .
أسبابه:
تنتشر بعض الأساطير حول أسباب الإجهاض، فالعديد من الناس يرون أن التوتر أو ممارسة الرياضة أو حتى السقوط قد يؤدي إليه، لكن هذه الأمور ليست صحيحة. في معظم الحالات، يحدث الإجهاض بسبب عوامل خارجة عن إرادة الأم، مثل:
– شذوذات كروموسومية: حوالي 50-70% من حالات الإجهاض المبكر تنجم عن اضطرابات كروموسومية تجعل الجنين غير قادر على التطور بشكل طبيعي.
– مشاكل تطورية في الجنين: مثل عدم انغراسه بشكل صحيح في الرحم.
– العمر: تزيد احتمالية الإجهاض مع التقدم في العمر.
– تاريخ الإجهاض المتكرر: النساء اللواتي مررن بإجهاضين أو أكثر متتاليين معرضات أكثر لخطر الإجهاض مجددًا.
– الأمراض المزمنة: مثل السكري غير المنضبط أو أمراض المناعة الذاتية.
– مشاكل في الرحم أو عنق الرحم: كالتشوهات الخلقية أو الالتصاقات.
– التدخين أو الكحول: تزيد هذه العوامل من خطر الإجهاض.
ما الذي يجب توقعه بعد فقدان الحمل المبكر :
بعد الإجهاض، قد تعانين من تقلصات ونزيف خفيف لمدة أسبوع أو أسبوعين. يُفضل استخدام الفوط الصحية بدلاً من السدادات القطنية، وتناول مسكنات الألم عند الحاجة. إذا كنتِ تخططين للحمل مجددًا، تحدثي مع طبيبك لتحديد الوقت المناسب بناءً على حالتك الصحية والنفسية.
كيفية التكيف مع الحزن :
التعامل مع الإجهاض يتطلب وقتًا ودعمًا نفسيًا. لكل امرأة طريقتها في التعافي؛ فبعض النساء يفضلن محاولة الحمل مجددًا، بينما يحتاج البعض الآخر إلى وقت أطول للتعافي عاطفيًا.
في الختام تذكري أن الإجهاض ليس خطأكِ، وغالبًا ما يحدث لأسباب خارجة عن إرادتك. إذا مررتِ بهذه التجربة، احرصي على منح نفسك الوقت للتعافي جسديًا ونفسيًا، لا تترددي في طلب الدعم عند الحاجة . تحدثي عن الموضوع مع شريكك أو مع المقربين منك فما مررت به ليس سهلا بالتأكيد ، لا تكتمي حزنك داخلك .