“كنت أتساءل، هل أنا ميت دماغيًا؟ كيف يمكنني التفكير؟ كيف لدي ذكريات؟” هكذا عبر جيك هاندل عن صراعه الداخلي، حين سمع الأطباء يناقشون إزالة أجهزة دعم الحياة. بصرخة صامتة داخله، قال: “لا تفعلوا ذلك، أنا ما زلت هنا”. هذه الكلمات تلخص تجربة جيك عندما كان محبوسًا داخل جسده، يعاني من متلازمة نادرة جعلت الأطباء يظنون أنه ميت دماغيًا، بينما كان يرى ويسمع، دون قدرة على الاستجابة.
•ما هي متلازمة المنحبس؟
تُعرف متلازمة المنحبس بأنها واحدة من أكثر الحالات الطبية ندرةً ورهبة، وهي أشبه “بالدفن حيًا”.
تنجم عن تلف في جذع الدماغ، وغالبًا ما يكون السبب سكتة دماغية، أو نزيف في الدماغ، أو أمراض تنكسية عصبية، وأحيانًا نتيجة إصابات أو التهابات معينة.
يؤدي هذا التلف إلى قطع الاتصال بين الدماغ والعضلات الإرادية، فيصبح الشخص حبيس جسده، غير قادر على الحركة أو التواصل، لكنه يبقى واعيًا ومدركًا لكل ما حوله.
•التشخيص والعلاج :
يعد تشخيص هذه المتلازمة تحديًا كبيرًا، إذ غالبًا ما يُشخَّص المرضى بشكل خاطئ في البداية كحالات غيبوبة.
تساعد تقنيات متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وأجهزة تتبع العين وتخطيط أمواج الدماغ (EEG) في اكتشاف علامات الوعي واستجابات المريض.
أما العلاج، فهو يركز على تحسين جودة حياة المرضى من خلال رعاية شاملة متعددة التخصصات، تشمل أطباء الأعصاب والمعالجين وأخصائيي النطق، مع دور محوري لأفراد الأسرة في تقديم الدعم النفسي والبدني.
- قصة جيك هاندل:
إرادة أبت الاستسلام جيك هاندل، الطاهي الأمريكي الشهير، عاش حياة هادئة مع زوجته، حتى أصيب بمرض نادر يُعرف بـ”اعتلال الدماغ السمي الحاد”. أدى المرض إلى شلل كامل، واعتبره الأطباء ميتًا دماغيًا، في حين كان عقله يقظًا يدرك كل شيء. قضى جيك 10 أشهر في حالة من العزلة التامة، لا يستطيع الحركة أو الكلام، لكنه قاوم الإحباط وحافظ على هدوئه، حتى لاحظ الأطباء حركة بسيطة تُنبئ ببداية عودته إلى الحياة.
بدأ جيك رحلة بطيئة نحو التعافي، حيث تعلم استخدام رمشات عينيه للتواصل، واستعاد تدريجيًا بعض القدرة على الحركة والنطق. بعد سنوات من العلاج المكثف والتمارين الشاقة، تمكن من استعادة بعض الاستقلالية. وبدأ يشارك قصته عبر وسائل التواصل، ملهمًا الآخرين بعدم الاستسلام مهما كانت الظروف.
درس الأمل قصة جيك هاندل وأمثاله تذكرنا بأهمية الأمل وقدرة العقل على التكيف والصمود حتى في أصعب الظروف. إنها دعوة للإيمان بقوة الإرادة، وللتأكيد على أن العقل قد يكون نافذتنا الوحيدة للعالم، حتى عندما يغلق الجسد أبوابه.