تبدأ رحلة جديدة من المراقبة الدقيقة لكل حركة وصوت وتعبير ما إن يولد الطفل.
وفي ظل التغيرات السريعة التي تطرأ على المولود في أسابيعه الأولى، تتكاثر أسئلة الأمهات: هل ينمو بشكل طبيعي؟ لماذا لا يبتسم بعد؟ هل تأخر في رفع رأسه؟
الأشهر الثلاثة الأولى تُعدّ مرحلة حسّاسة في حياة الرضيع، تتداخل فيها مؤشرات النمو الجسدي والعقلي والعاطفي. وفي هذا المقال، نعرض أبرز التطورات المتوقعة، وننبه إلى العلامات التي قد تستدعي الاستشارة الطبية.
من الشهر الأول إلى الثالث: ماذا يُفترض أن يحدث؟
أولاً: النمو الجسدي
• الوزن والطول: يكتسب الطفل وزنًا بمعدل 150 إلى 200 غرام أسبوعيًا، وقد يزداد طوله من 2.5 إلى 4 سنتيمترات شهريًا.
• التحكم بالرأس: تبدأ محاولاته برفع الرأس عندما يكون على بطنه، ويتطور التحكم تدريجيًا حتى نهاية الشهر الثالث.
• الرؤية: في البداية يرى على مسافة قصيرة (20–30 سم)، ثم يبدأ في تتبع الوجوه والأشياء المتحركة.
• السمع: يتفاعل مع الأصوات العالية والمألوفة، وقد يهدأ عند سماع صوت أمه.
ثانيًا: التفاعل الحسي والعاطفي
• الابتسامة الاجتماعية: تظهر غالبًا في الأسبوع السادس أو السابع، وتُعدّ أولى بوادر التفاعل العاطفي.
• الشعور بالأمان: يتعرف على رائحة الأم وصوتها، ويشعر بالاطمئنان عند حمله.
ثالثًا: النمو الحركي
• تحريك الأطراف: تكون الحركات عشوائية في البداية، ثم تصبح أكثر تنسيقًا مع الوقت.
• القبض على الأشياء: مع نهاية الشهر الثالث، يبدأ الطفل في إمساك إصبع الأم أو لعبة خفيفة تلقائيًا.
متى يصبح القلق ضروريًا؟
رغم اختلاف وتيرة النمو من طفل إلى آخر، إلا أن هناك إشارات تستدعي الانتباه وطلب الاستشارة الطبية:
• تأخر استعادة الوزن بعد أسبوعين من الولادة.
• عدم الاستجابة للأصوات أو تجاهل الوجوه والأضواء.
• ضعف واضح في حركة اليدين أو القدمين (تيبّس أو ارتخاء).
• عدم رفع الرأس إطلاقًا عند وضعه على بطنه بعد الشهر الثالث.
• غياب الابتسامة أو التفاعل مع المحيط بعد الشهر الثاني.
• بكاء مستمر دون سبب واضح أو نوبات عصبية متكررة.
لا يعني ظهور أحد هذه الأعراض وجود مشكلة خطيرة بالضرورة، لكن التقييم الطبي يُعد خطوة احترازية هامة.
نصيحة لكل أم وأب جُدد
لا تقارني طفلك بغيره. فالنمو ليس جدولًا صارمًا، بل مسار فردي لكل طفل.
ما يهم هو المتابعة المنتظمة مع طبيب الأطفال، والانتباه للتطورات الكبرى دون القلق من التفاصيل الصغيرة.
في المقال القادم:
كيف تدعمين نمو طفلك النفسي والعاطفي في عامه الأول؟
سنأخذك في جولة بين طرق بسيطة لكنها مؤثرة في تعزيز ذكاء الطفل العاطفي، من خلال التواصل، اللمس، واللعب، لبناء علاقة آمنة ومليئة بالثقة.
ترقّبي التفاصيل في الموضوع المقبل.