أصبح تناول مكمّلات الفيتامينات جزءاً من الروتين اليومي للكثيرين ، في ظل تزايد الوعي الصحي . غير أن الإفراط في هذه المكمّلات، خاصة دون إشراف طبي، قد يُفضي إلى نتائج عكسية تهدد أعضاء حيوية في الجسم، أبرزها الكبد.
الإفراط قد يُسمم الكبد والكليتين
لا يدرك البعض أن بعض الفيتامينات، خاصة تلك الذائبة في الدهون مثل A وD وE وK، لا يتخلص منها الجسم بسهولة، بل تتراكم في الأنسجة. هذه التراكمات قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل تلف الكبد، حصى الكلى، اضطرابات في النزيف، أو هشاشة العظام.
حتى الفيتامينات الذائبة في الماء، والتي يُعتقد غالبًا أنها آمنة، قد تُسبب أضراراً في حال الاستهلاك المفرط المزمن. من الأمثلة على ذلك فيتامين B6 أو النياسين، إذ يمكن أن تؤدي زيادتهما إلى تلف الأعصاب أو نوبات احمرار حاد ومفاجئ في الجسم.
مؤشرات على جرعة زائدة
الجرعة الزائدة من بعض الفيتامينات لا تمر دائماً دون علامات. على سبيل المثال:
• الصداع المستمر، الغثيان، أو تقشر الجلد قد تشير إلى فرط فيتامين A.
• العطش المفرط، ضعف العضلات، أو التبوّل المتكرر قد تدل على ارتفاع الكالسيوم الناتج عن جرعة زائدة من فيتامين D.
• الكدمات المتكررة أو النزيف المطوّل قد تكون ناتجة عن تأثيرات سلبية لفيتامين E على تخثّر الدم.
خطوات للحماية من التسمم الصامت
- اجعلوا الغذاء المصدر الأساسي للفيتامينات:
اتباع نظام غذائي متوازن يتضمّن الحبوب، البقول، الخضار الطازجة، المكسرات، والألبان، يضمن غالباً سدّ احتياجات الجسم اليومية من العناصر الدقيقة. - لا تتناولوا المكمّلات إلا عند الحاجة:
ينبغي أن تستند مكمّلات الفيتامينات إلى نتائج تحليل مخبري يُثبت النقص، أو إلى ظروف خاصة كالحمل أو التقدّم في السن. - راقبوا الجرعات بدقة:
اختاروا منتجات مرخّصة لا تتجاوز الجرعة اليومية الموصى بها، وتجنبوا المنتجات التي تحتوي على جرعات مضاعفة دون سبب طبي. - انتبهوا للتكرار بين المنتجات:
غالباً ما يستهلك البعض مكمّلات متعددة تحتوي على نفس الفيتامين، مثل مزج الفيتامينات المتعددة مع “علكة فيتامينات” أو مشروبات غنية بها، ما يؤدي إلى تكرار الجرعة بشكل غير مرئي. - الفحص الطبي الدوري ضروري:
إذا كنتم تتناولون مكمّلات بانتظام أو بجرعات عالية، احرصوا على إجراء فحوصات دورية لمستويات الفيتامينات في الدم لتفادي التسمم الصامت.
مكمّلات الفيتامينات ليست بديلاً عن الغذاء المتوازن، ولا تعني الجرعة الأكبر بالضرورة فائدة أكبر. الحفاظ على صحة الكبد والعظام والجهاز العصبي يبدأ من الاعتدال والوعي، لا من الإكثار العشوائي. لذا، اجعلوا الطعام الطبيعي أساسًا، واستعينوا بالمكمّلات فقط عند الحاجة الحقيقية — وبتوجيه مختص.