هزت جريمة قتل بشعة مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا، بعد أن قام رجل مشرد يعاني من اضطرابات عقلية بطعن لاجئة أوكرانية شابة حتى الموت في قطار خفيف، في حادثة تم توثيقها بالكامل عبر كاميرات المراقبة.
وقعت الجريمة في 22 غشت الماضي قبل الساعة العاشرة مساءً بقليل، عندما اعتدى ديكارلوس براون (34 عاماً) على إيرينا زاروتسكا (23 عاماً) دون سابق إنذار أو استفزاز
الضحية: حلم مقطوع
فرت زاروتسكا من الحرب في أوكرانيا عام 2022 برفقة عائلتها، باحثة عن الأمان في الولايات المتحدة. كانت فنانة موهوبة تخرجت من كلية سينيرجي في كييف بدرجة في الفن والترميم، وتعمل في مطعم بيتزا بينما تحلم بأن تصبح مساعدة بيطرية.
“كانت تشارك إبداعاتها بسخاء، وتهدي عائلتها وأصدقائها أعمالها الفنية”، حسب ما جاء في نعيها. كما التحقت بكلية روان-كاباروس المجتمعية من 2023 إلى 2025، ساعية لتحقيق حلمها في مجال الطب البيطري.
تفاصيل الهجوم المروع
تكشف لقطات كاميرات المراقبة تفاصيل مؤلمة للهجوم. دخلت زاروتسكا عربة القطار مرتدية سماعات الأذن وقميصاً يحمل شعار المطعم الذي تعمل فيه، وجلست أمام المشتبه به مباشرة وهي تتصفح هاتفها.
بعد أربع دقائق ونصف، أخرج براون سكيناً من جيبه وفتحه
ثم قفز فجأة وأمسك بقضيب المقعد بيده اليسرى وطعن الضحية بيده اليمنى. سقطت زاروتسكا على الأرض خلال 15 ثانية وفارقت الحياة.
المتهم: تاريخ من المرض والإجرام
يواجه براون تهمة القتل من الدرجة الأولى، وهو رجل مشرد له سجل إجرامي طويل يشمل 14 قضية منذ 2011، بما فيها السطو المسلح والسرقة. قضى أكثر من خمس سنوات في السجن بتهمة السرقة باستخدام سلاح خطير.
تكشف شهادات عائلته عن معاناته من الفصام والهلوسة والبارانويا. قالت شقيقته تريسي براون في تصريح لها: “الشخص الذي يسمع أصواتاً في رأسه ويعتقد أن العالم ضده، سينهار. وأعتقد أنه انهار في تلك الليلة.”
عندما سألته شقيقته عن سبب الهجوم، أجاب: “لأنها كانت تقرأ أفكاري.”
حاولت والدة براون، ميشيل ديويت، وضعه في مؤسسة طويلة الأمد لكن محاولاتها باءت بالفشل لأنها لم تكن الوصية عليه. حصلت على أمر إيداع غير طوعي من المحكمة، لكن “النظام فشل في مساعدته” كما قالت.
في يناير الماضي، اتُهم براون بإساءة استخدام رقم الطوارئ 911 بعد أن ادعى وجود مادة “من صنع الإنسان” تتحكم في أفعاله. تم الإفراج عنه بكفالة، ما دفع البيت الأبيض للقول إن الإفراج تركه “حراً لذبح امرأة بريئة بعد أشهر قليلة.”
ذكرى مؤلمة
وصف أصدقاء زاروتسكا بأنها كانت “ذات قلب من ذهب” و”محبوبة” من الجميع. وقال صديق العائلة لوني: “من المقزز والمحزن للغاية أن يكون لدينا مثل هذا الشر في مجتمعنا اليوم.”
هربت زاروتسكا من أهوال الحرب في أوكرانيا لتجد ملاذاً آمناً في شارلوت، لكنها فقدت حياتها في المكان الذي اعتقدت أنه سيحميها. تركت وراءها والديها وشقيقين وشريك حياتها، وحلماً لم يكتمل في خدمة الحيوانات.
سلمى عثماني “صحغية متدربة “