انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مؤثر يوثق لحظة انهيار فتاة فجأة بعد أن دخلت في نوبة من الضحك. بينما كانت صديقتها توثق المشهد بدهشة وقلق. للوهلة الأولى، قد يظن البعض أنها فقدت وعيها أو أصيبت بنوبة صرع، لكن الحقيقة أغرب مما تبدو عليه: الفتاة تعاني من حالة نادرة تعرف باسم “الجمود الوجدي” أو Cataplexy.
فما هي هذه الحالة الغريبة؟ ولماذا يفقد بعض الأشخاص السيطرة على عضلاتهم فقط لأنهم ضحكوا أو تأثروا عاطفيًا؟
ما هو الجمود الوجدي؟
الجمود الوجدي (Cataplexy) هو أحد الأعراض الرئيسية لنوع من اضطرابات النوم يعرف باسم النوم القهري من النوع الأول (Narcolepsy type 1). وتتمثل هذه الحالة في ضعف مفاجئ ومؤقت في العضلات، يحدث عند الشعور بعواطف قوية مثل الضحك، الإثارة، أو حتى الغضب. المفارقة أن الشخص يظل واعيًا تمامًا خلال النوبة، على عكس ما يحدث في حالات الإغماء أو التشنجات.
تقرؤون أيضا : شابة تتحدى مرضًا نادرًا يغيّر لون بشرتها
كيف تبدو النوبة؟
تبدأ النوبة عادةً بارتخاء في عضلات الوجه أو الرقبة، وقد تصل إلى انهيار كامل للجسم. حيث يعجز الشخص عن الوقوف أو الحركة. وغالبًا ما تختفي الأعراض خلال ثوانٍ أو دقائق دون أي آثار دائمة.
في حالات الأطفال، قد يبدو الأمر أكثر غرابة، إذ يظهر عليهم ارتخاء في الوجه أو جحوظ في العينين أو حتى حركات غير معتادة في الفم ما يجعل البعض يظن أن الطفل يتصرف بسلوك غريب أو يفتعل الأمر لجذب الانتباه.
لماذا تحدث هذه الحالة؟
يرجع السبب الرئيسي للجمود الوجدي إلى نقص في مادة دماغية تدعى orexin (أوركسين)، وهي مسؤولة عن تنظيم النوم واليقظة. فعند غياب هذه المادة، يؤدي أي شعور قوي بالعاطفة إلى تحفيز مناطق في الدماغ تسبب ارتخاءً عضليًا، يشبه ما يحدث أثناء مرحلة النوم العميق (REM).
هل يمكن علاجها؟
نعم. هناك عدة أدوية تساعد في السيطرة على نوبات الجمود الوجدي، منها أدوية معتمدة مثل Sodium oxybate وPitolisant، إضافة إلى مضادات الاكتئاب التي تستخدم في بعض الحالات. لكن من الضروري الالتزام الصارم بجدول الأدوية لتفادي النوبات المفاجئة.
كيف يمكن للمصابين التعامل مع الحالة؟
- معرفة المحفزات: التعرف على المشاعر أو الظروف التي تثير النوبات.
- النوم الجيد: تحسين جودة النوم قد يقلل من عدد النوبات.
- إعلام المحيطين: من المهم أن يكون الأهل، الأصدقاء، وزملاء العمل أو المدرسة على علم بالحالة.
- البحث عن دعم نفسي: الانضمام لمجموعات دعم أو التحدث مع متخصص نفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
ختاما رغم أن مشهد سقوط الفتاة في الفيديو قد يبدو مضحكًا للبعض، إلا أنه تذكير مهم بأن ما نراه على السطح قد يخفي خلفه معاناة صحية حقيقية. فبدلًا من السخرية أو التهكم، لنجعل من هذا الفيديو فرصة لنشر الوعي حول هذه الحالة النادرة، ودعم من يعانون منها.