لقيت المؤثرة الباكستانية الشابة سناء يوسف مصرعها في 2 يونيو ، بعدما أطلق عليها شاب النار في منزلها بالعاصمة إسلام أباد. إثر رفضها المتكرر له في مشهد صادم . الجريمة وقعت أمام والدتها وعمتها، وحملت رسائل مؤلمة عن واقع العنف ضد النساء في باكستان. خصوصًا ممن يخترن التعبير عن أنفسهن عبر الفضاء الرقمي.
من هي سناء يوسف؟
ولدت سناء سنة 2008 في منطقة شترال شمالي باكستان، ونشأت وسط عائلة تهتم بالعمل المجتمعي. إذ كان والدها ناشطًا معروفًا في مجتمعه. استطاعت الفتاة أن تبني لنفسها اسمًا مؤثرًا على مواقع التواصل، من خلال مزجها بين الفلكلور الشترالي التقليدي والدفاع الجريء عن تعليم الفتيات وتمكين المرأة.
رغم صغر سنها، جذبت محتوياتها على تيك توك وإنستغرام أكثر من نصف مليون متابع. وكانت طالبة طب في عامها الأول، لكنها اعتُبرت صوتًا نسويًا لافتًا في بيئة محافظة، وتعرضت لمقارنات مع الممثلة الباكستانية هانيا عامر.
تفاصيل الجريمة: رفض متكرر ينتهي بمأساة
وفقًا لتصريحات الشرطة، فإن المتهم عمر حيات (22 عامًا) من مدينة فيصل آباد، كان يلاحق سناء منذ فترة. حاول مرارًا التقرب منها، وظهر حتى في حفل عيد ميلادها يوم 29 مايو، لكنه قوبل بالرفض.
في يوم الجريمة : 2 يونيو ، انتظر عمر أمام منزلها ساعات طويلة، قبل أن يدخل بالقوة ويطلق عليها النار مرتين من مسافة قريبة. توفيت سناء في الحال، فيما فر الجاني، لكنه اعتقل لاحقًا في فيصل آباد بعد عمليات بحث مكثفة.
التحقيقات أظهرت أن القاتل لا يملك مصدر دخل، وأنه أخذ هاتف الضحية معه لمحاولة طمس الأدلة. لاحقًا، استعيد الهاتف وسلاح الجريمة. وأكد وزير الداخلية الباكستاني أن الجاني اعترف بجريمته.
سلسلة من العنف ضد المؤثرات
قضية سناء ليست الأولى من نوعها. في يناير الماضي، قتلت المراهقة هيرا (15 عامًا) في كويتا على يد والدها وخالها، بعد رفضها التوقف عن استخدام تيك توك. وفي 2016، هزت قضية مقتل المؤثرة قنديل بلوش البلاد والعالم، بعدما قتلها شقيقها بسبب محتواها الذي اعتبره “مخزيًا”.
تتوالى هذه الجرائم وسط قلق متزايد من استهداف النساء البارزات على الإنترنت، خاصة في البيئات المحافظة التي لا تتقبل جرأة المرأة وتعبيرها الحر.
غضب شعبي ومطالبات بالعدالة
أثار خبر مقتل سناء موجة غضب عارمة على منصات التواصل، حيث تصدرت وسوم مثل #العدالة_لسناء_يوسف و#أوقفوا_جرائم_الشرف .
منظّمة “مسيرة المرأة في باكستان” أصدرت بيانًا شديد اللهجة، معتبرة أن الجريمة “ليست مجرد مأساة فردية، بل انعكاس لفشل ممنهج في حماية النساء اللاتي يعشن بكرامة واستقلال”.
يطالب الناشطون بتشديد العقوبات وتطبيق القوانين الخاصة بجرائم الشرف، التي غالبًا ما تبقى حبرًا على ورق في غياب تنفيذ فعلي وردع قانوني فعال.
سناء… الأمل الذي اختُطف
كانت مقاطع سناء مليئة بالحياة، بثقافة منطقتها، وروح الشباب. ألوانها، صوتها، وضحكتها كانت انعكاسًا لجيل يحاول أن يغير الواقع رغم القيود.
اليوم، وبعد أن صمت صوتها، تظل قصتها تذكيرًا مؤلمًا بمدى الحاجة إلى مجتمعات تحترم خيار المرأة وتؤمن بأن الرفض لا يقابَل بالرصاص.