شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا في حالات الولادة القيصرية المبكرة. حيث تسعى العديد من الأمهات لضمان حصول أطفالهن على الجنسية الأمريكية في ظل التغيرات القانونية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة . القرار، الذي وقّعه الرئيس دونالد ترامب، من المقرر أن يلغي حق الجنسية التلقائي للأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية اعتبارًا من 20 فبراير. الشيء الذي دفع بعض العائلات إلى اتخاذ قرارات سريعة، قد تكون على حساب صحة الأم والطفل.
سباق الزمن للحصول على الجنسية
وفقًا لتقارير إعلامية، شهدت المستشفيات في الولايات المتحدة زيادة كبيرة في طلبات الولادة القيصرية المبكرة. خاصة من الأمهات اللاتي لا يحملن الجنسية الأمريكية ويقمن في البلاد بتأشيرات مؤقتة. هذا القرار، إذا تم تنفيذه، سيحرم المواليد الجدد من الجنسية التلقائية إذا كان الوالدان غير مقيمين دائمين أو مواطنين أمريكيين.
وفي 23 يناير، تدخل قاضٍ فيدرالي في سياتل، واعتبر القرار “غير دستوري بشكل صارخ”. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة بشأن استمرار العمل بالقرار، مما دفع العائلات إلى التحرك بسرعة خوفًا من عدم ضمان حقوق أطفالهم.
المخاطر الصحية للولادة المبكرة
رغم أهمية الجنسية الأمريكية بالنسبة للعديد من العائلات، حذّر الأطباء من مخاطر الولادة القيصرية المبكرة. فالإصرار على ولادة الطفل قبل اكتمال نموه يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها:
- للطفل: مشاكل في التنفس نتيجة لعدم اكتمال نمو الرئتين، انخفاض الوزن عند الولادة، صعوبات في التغذية، واضطرابات عصبية طويلة المدى.
- للأم: مضاعفات جراحية تشمل النزيف والعدوى، وتأثيرات طويلة الأمد قد تؤثر على الخصوبة أو الحمل المستقبلي.
الدكتور “راما”، الذي يدير عيادة للولادة في نيوجيرسي، وصف الإقبال المتزايد على طلبات القيصرية المبكرة بأنه “غير مسبوق”. مشيرًا إلى حالة سيدة حامل في شهرها السابع طلبت إجراء العملية على الفور. وفي السياق ذاته، ذكر الدكتور “موككالا”، طبيب النساء والولادة في تكساس، أنه تلقى استفسارات من نحو 20 زوجًا خلال يومين فقط. ورغم تفهّمه لقلق العائلات، شدد على خطورة هذه الإجراءات، موضحًا أن “الخطر الصحي يفوق الفائدة المرجوة.”
تقرؤون أيضا: ترامب يأمر بقضاء المتحولات جنسيا العقوبة السجنية مع الرجال
الأسباب والدوافع وراء القرار
لطالما كان حق الجنسية بالولادة (Birthright Citizenship) جزءًا من التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي منذ عام 1868، حيث يضمن هذا القانون أن أي طفل يولد على الأراضي الأمريكية يحصل على الجنسية تلقائيًا. ومع ذلك، تزايدت الانتقادات لهذا النظام في السنوات الأخيرة، حيث اعتبر أداة تستخدم لتأمين الإقامة الدائمة من خلال ما يعرف بـ”سياحة الولادة”.
بسبب فترات الانتظار الطويلة للحصول على البطاقة الخضراء (Green Card) والتي قد تمتد لعقود، أصبح إنجاب الأطفال على الأراضي الأمريكية ملاذًا آمنًا لبعض العائلات. فالجنسية الأمريكية تمنح للطفل حق رعاية الوالدين للحصول على الإقامة بعد بلوغه سن 21 عامًا، مما يفتح الباب لاستقرار العائلة بأكملها.
قصص من داخل الأزمة
“بريا”، وهي أم هندية حامل تنتظر ولادتها في مارس، وصفت قلقها قائلة: “لقد كنا نعتمد على ولادة طفلنا هنا كحل أخير. بعد ست سنوات من الانتظار للحصول على البطاقة الخضراء، نشعر الآن بأن الحلم الذي سعينا لتحقيقه قد يتبخر.”
جدل مجتمعي حول القرار
أثار القرار موجة من النقاشات على الإنترنت. البعض تعاطف مع هذه العائلات، معتبرًا أن الظروف أجبرتهم على اتخاذ قرارات صعبة. بينما رأى آخرون أنه من الأفضل العودة إلى بلدانهم الأصلية أو البحث عن فرص في دول أخرى.
إحدى التعليقات على Reddit قالت: “الحلم الأمريكي لم يعد كما كان. ربما حان الوقت للبحث عن بدائل.”
ما بين الرغبة في توفير مستقبل أفضل للأطفال والخوف من عواقب قانون جديد يهدد استقرار العائلات، تجد الأمهات أنفسهن أمام خيارات صعبة قد تحمل عواقب صحية جسيمة.
يبقى القرار محل جدل سياسي وقانوني، فيما يلقي الضوء على تحديات تحقيق “الحلم الأمريكي” في ظل السياسات المتغيرة. وبينما تكافح هذه العائلات لتحقيق الاستقرار، يبقى مستقبل أطفالهم معلقًا في ميزان السياسة والقوانين.