أقامت جمعية دار زهور مساء اليوم، الخميس 30 أكتوبر ، مؤتمرًا صحفيًا بالغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب لتقديم نتائج أول دراسة علمية مستقلة من نوعها في المملكة، تُثبت بالأرقام فعالية الرعاية الداعمة في تحسين جودة حياة مرضى السرطان ومحيطهم الأسري.
وأشرفت على إنجاز الدراسة الأستاذة وسيلة بنكيران، أستاذة علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، حيث تابعت 164 مريضًا تمت مواكبتهم داخل دار زهور بين يونيو 2024 ومارس 2025.
اعتراف دولي ببحث مغربي رائد
أكّدت نتائج الدراسة تحسّنًا واضحًا في الحالة النفسية والجسدية للمستفيدين من خدمات الرعاية الداعمة، إذ عبّر 79% منهم عن رضاهم الكبير عن الخدمات المقدّمة، و86% أبلغوا عن انخفاض في القلق والاكتئاب، فيما لاحظ 37% تحسنًا في جودة النوم والطاقة وتراجعًا في الألم.
كما شملت الآثار الإيجابية أفراد أسر المرضى، الذين أظهروا بدورهم توازنًا عاطفيًا أكبر وقدرة أفضل على مرافقة المريض خلال فترة العلاج.
وقد حظيت هذه الدراسة باعتراف دولي بعد عرضها في مؤتمري MASCC بواشنطن وASCO بشيكاغو سنة 2025، ونُشرت نتائجها في مجلتي JCO Oncology Practice وSupportive Care in Cancer، ما يُعدّ إنجازًا علميًا مغربيًا يرسخ مصداقية نموذج دار زهور على الساحة العالمية.
نحو طبّ أكثر إنسانية
تُبرز الدراسة أن مواجهة السرطان لا تقتصر على العلاج الطبي وحده، بل تمتد إلى البعد النفسي والاجتماعي والروحي للمريض.
فـالرعاية الداعمة هي مقاربة شمولية وإنسانية تقدَّم بالتوازي مع العلاج الطبي، ويعمل ضمنها فريق متخصّص يضم أخصائيين نفسيين، وأخصائيي تغذية، ومعالجين بالفن، ومدرّبين على النشاط البدني الملائم، وخبراء تجميل علاجي، ومعالجين بالتنويم السريري، جميعهم يهدفون إلى استعادة المريض لطاقته وكرامته وجودة حياته.
ختاما شدّدت السيدة ماجدة الغرباوي مديرة جمعية دار زهور خلال المؤتمر على أن الرعاية الداعمة ليست رفاهية بل ضرورة طبية وإنسانية، داعيةً إلى إدماجها في السياسات العمومية وبرامج تكوين الأطباء، وإلى اعتمادها رسميًا كمكوّن أساسي ضمن المنظومة الوطنية لعلاج السرطان.