كشفت دراسة حديثة أن عددا كبيرا من الأطفال في المنطقة الشرقية من المغرب مصابون بجرثومة المعدة، حيث بلغت نسبة الإصابة بين الأشخاص الذين شملتهم الدراسة 51%، وكانت الفتيات الأكثر عرضة للعدوى!
ما هي جرثومة المعدة؟
جرثومة المعدة، أو “هيليكوباكتر بيلوري” (Helicobacter pylori)، هي نوع من البكتيريا التي تستوطن بطانة المعدة ويمكن أن تسبب التهابات مزمنة. وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل القرح الهضمية والتهابات المعدة وحتى سرطان المعدة في بعض الحالات. تنتقل هذه الجرثومة غالبًا عبر المياه أو الطعام الملوث، أو من خلال الاختلاط المباشر بين الأشخاص.
دراسة تكشف الأرقام الصادمة
أُجريت الدراسة على 230 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عام و16 عامًا، خضعوا لفحوصات الجهاز الهضمي العلوي بين يناير 2022 ويونيو 2024. وكانت النتيجة أن الفئة العمرية 10-16 عامًا هي الأكثر تضررًا بنسبة 46.61% . والمثير للانتباه أن 59% من المصابين كانوا من الإناث، ما يطرح تساؤلات حول العوامل التي تجعل الفتيات أكثر عرضة لهذه العدوى.
آلام صامتة.. ومضاعفات خطيرة
على الرغم من أن بعض الأطفال لم تظهر عليهم أعراض، إلا أن 60.5% عانوا من آلام مزمنة في البطن. كما أظهرت الفحوصات الطبية أن جميع المصابين يعانون من التهابات حادة في المعدة. حيث سجلت الدراسة نزيفًا داخليًا لدى 59% من الحالات، وتآكلًا في جدار المعدة لدى 62% . والأسوأ أن 87.2% من الأطفال أصيبوا بالتهاب نشط في منطقة غار المعدة، مع ضمور في الغشاء المخاطي لدى ربع الحالات تقريبًا.
تقرؤون أيضا : فوائد اليانسون النجمي : قد تعرفها لأول مرة !
كيف تحدث العدوى؟
جرثومة المعدة من أكثر أنواع العدوى انتشارًا في العالم، حيث تصيب أكثر من 50% من سكان العالم. تنتقل العدوى من شخص لآخر عبر:
تناول طعام أو ماء ملوث
عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام أو قبل تناول الطعام
مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملاعق أو الأكواب
الاتصال المباشر بلعاب أو سوائل شخص مصاب
العلاج.. هل كانت المعركة سهلة؟
تم إخضاع جميع الأطفال المصابين لبروتوكول علاجي موحد، وبفضل الالتزام الدقيق، تم القضاء على الجرثومة لدى 94.92% من الحالات. لكن للأسف، لم ينجح العلاج في 5.08% من الحالات بسبب عدم الالتزام الكامل بالأدوية.
طرق الوقاية من جرثومة المعدة
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام
- تجنب تناول الأطعمة والمياه غير النظيفة والتأكد من نظافة الطعام
- عدم مشاركة الأواني الشخصية مثل الأكواب والملاعق
- اتباع نظام غذائي صحي يقوي المناعة ضد العدوى
الوقاية.. الحل قبل فوات الأوان!
ما يجعل هذه الأرقام أكثر إثارة للقلق هو أن 68% من الأطفال المصابين ينتمون إلى أسر فقيرة، حيث يمكن أن تلعب الظروف المعيشية دورًا في انتشار العدوى. وهنا تأتي أهمية الكشف المبكر، فالتشخيص والعلاج في الوقت المناسب يمكن أن يحمي الأطفال من تطور مضاعفات خطيرة مثل القرح الهضمية، أو حتى سرطانات المعدة في المستقبل.
رسالة مهمة للأهالي: لا تتجاهلوا أي شكوى من آلام البطن عند أطفالكم، فقد تكون علامة على هذه الجرثومة الصامتة! الكشف المبكر هو السلاح الأقوى لحماية صحة أطفالكم.