تحولت حياة طالبة جامعية إلى كابوس مرعب على يد رجل أمن كان من المفترض أن يحميها في قصة تقشعر لها الأبدان . إدوني لارا، رجل الأمن في كلية بولاية أوريغون، لم يكن سوى وحش متخفي بزي رسمي. انطلق في موجة من الجرائم المروعة، بدأت بجريمة قتل وانتهت باعتقاله بعد مطاردة استمرت عبر ولايتين.
البداية: طالبة تختفي في ظروف غامضة
كانت كيلي سوير، البالغة من العمر 23 عامًا، فتاة طموحة تعمل كمساعدة طبيب أسنان. لكن حياتها انقطعت فجأة في الساعات الأولى من يوم 24 يوليو 2016، بعد مشادة مع صديقها. شوهدت آخر مرة بالقرب من شقتها القريبة من حرم كلية أوريغون المركزية، حيث كان يعمل لارا كحارس أمن. لم تكن تعرف أن خطواتها الأخيرة ستقودها إلى مواجهة قاتل يختبئ خلف شارة الأمان.
عندما أبلغت عائلتها عن اختفائها في الليلة نفسها، بدأت الشرطة في البحث. لكن ما لم يتوقعه أحد هو أن الجريمة كانت قد وقعت بالفعل، وأن القاتل كان أحد المسؤولين عن سلامة الحرم الجامعي.
رجل الأمن يتحول إلى قاتل هارب
لم يمر وقت طويل قبل أن تبدأ الأدلة في الظهور. وجدت الشرطة آثار دماء وسحب في موقف السيارات، قبل أن يتم العثور على جثة سوير بعد يومين في وادٍ بعيد. لم تكن مجرد حادثة دهس كما ادعى لارا في البداية، بل جريمة قتل بدم بارد.
بعد ارتكابه لجريمته عاد لار لمنزله و قضى ليلته متوترا بجانب زوجته ضابطة الشرطة ، في الصباح الموالي قرر مصارحة زوجته لكن مع تلميع الحقائق حيث أخبرها أن الأمر كان عبارة عن حادثة سير غير مقصودة . خلافا لما توقعه هرعت زوجته للشرطة و أخبرتهم بالقصة الكاملة .
رحلة الهروب: خطف وإطلاق نار وسرقة سيارات
بعد قتل سوير، لم يتوقف لارا عند ذلك الحد. مسلحًا بسلاح ناري سرقه من زوجته ، خطف امرأة في ولاية أوريغون وأجبرها على قيادته إلى كاليفورنيا، حيث أطلق النار على رجل في فندق. ثم سرق سيارة بداخلها عائلة، وأجبر أحد أفرادها على القيادة تحت تهديد السلاح.
لكن الهروب لم يستمر طويلًا، حيث تمكنت الشرطة من تعقبه بعد مطاردة على الطريق السريع، لتنتهي سلسلة جرائمه باعتقاله صباح 26 يوليو 2016. قبل اعتقاله أجرى اتصالا بالشرطة و اعترف بجرائمه طالبا منهم عدم قتله و أنه أحبرهم أنه سيسلم نفسه طواعية بعد أن يقوم بتوديع أسرته .
تقرؤون أيضا : مؤثرة يابانية شهيرة تتعرض للطعن حتى الموت في بث مباشر من أحد متابعيها “فيديو”
العدالة تأخذ مجراها
اعترف لارا بجرائمه بالتفصيل و ما أثار الجدل طان اعترافه بأنه لطالما حلم بارتكاب جريمة كونه معجب بأحد القتلة المتسلسلين .
و منه و أمام الأدلة الدامغة حكم عليه بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
إرث كيلي سوير: إصلاحات في نظام الأمن الجامعي
لم تكن وفاة كيلي مجرد مأساة شخصية. بل هزت المجتمع ودقت ناقوس الخطر حول ضرورة تحسين معايير تعيين أفراد الأمن في الحرم الجامعي. رفعت عائلتها دعوى قضائية ضد الكلية، انتهت بتسوية بقيمة 2 مليون دولار، كما تم تمرير قانون “كيلي” في ولاية أوريغون. والذي فرض معايير أكثر صرامة على موظفي الأمن الجامعي.
ختاما تبقى هذه القصة مثالًا مرعبًا على كيف يمكن لشخص في موقع ثقة أن يتحول إلى تهديد قاتل. لكنها أيضًا دليل على قوة العدالة، حيث لم ينج لارا من العقاب، وأدى ما حدث إلى إصلاحات تمنع تكرار مثل هذه الجرائم. وعلى الرغم من أن كيلي سوير لن تعود، إلا أن إرثها يعيش من خلال القوانين التي تحمي الآخرين من مصير مماثل.