تعتبر الأمهات رمزًا للتضحية والعطاء، يجسدن معاني الحب والرعاية بلا حدود. يضحين بسعاداتهن وأحلامهن من أجل رفعة أبنائهن، وهن الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات. لكن ما يحدث أحيانًا هو أن تضحيات الأمهات تتعرض للخيانة من أقرب الناس إليهن.
هذا ما حدث في مجتمع سان تان فالي في أريزونا، حيث أنهى شاب في 18 من عمره حياة المرأة التي جلبته للحياة، في جريمة مروعة هزت القلوب كولير هي أم تبلغ من العمر 38 سنة ، يصفها جيرانها و المقربون منها باللطف و و الطيبة ، أبلغ ابنها الشرطة باختطافها يوم الأربعاء المنصرم،ليدعي أنها خدعة هالوين لا غير . بعد البلاغ بحوالي عشر دقائق تلقت الشرطة اتصالا آخر ،هذه المرة من عداء وجد جثة امرأة في حقل مفتوح.
توجهت السلطات فورا لمسرح الجريمة ،هناك اكتشفوا أن الجثة أمامهم هي جثة الأم التي ادعى ابنها أنها تعرضت للاختطاف ،الأمر الذي حير السلطات و زرع فيهم شكا بأن القاتل ليس ببعيد .
أثناء التحقيقات، تحدث زوج الضحية عن الليلة التي سبقت الجريمة، موضحًا أن خلافًا نشب بين الأم وابنها مساء الثلاثاء. وفي محاولةٍ لحل الخلاف، قررت ماري الخروج مع ابنها في صباح اليوم التالي للحديث والتصالح. إلا أن الابن عاد إلى المنزل بمفرده، وعندما سأله والده عن مكان الأم، لاحظ تذبذب إجابات الابن وتغيرها بشكل مستمر، مما زاد من قلقه و أثبت شكوك المحققين بأن القاتل هو ابنها ،ليلقو القبض عليه فورا.
لا زالت الصدمة تعتري ساكنة تان فالي و يبدو أن أثر هذه الجريمة لن يغادر في وقت قريب ، خصوصا أن ابنها حسب تصريح الأب لم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية ، و بدون سوابق اجرامية ،حتى أنه بدا مقربا من والدته ،فكيف اختار إنهاء حياتها بسبب خلاف تافه ؟ كيف يمكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن يضيع الحب والعطاء في لحظة، و يترك خلفه جروحًا لا يمكن شفاؤها؟
كلها أسئلة تتردد بأذهان المقربين من العائلة ، بانتظار أن تأخذ العدالة مجراها .
خولة سباعي