تمكن فريق طبي مغربي بقيادة الدكتور يونس أخلال، أخصائي جراحة المسالك البولية والتناسلية وخبير الجراحة الروبوتية، في خطوة طبية غير مسبوقة، من إجراء أول عملية استئصال كامل للبروستاتا عن بعد باستخدام تقنية الروبوت الجراحي “تومي”.
المثير في هذا الإنجاز أن الدكتور أخلال كان يشرف على العملية من مدينة شنغهاي الصينية بينما خضع المريض للتدخل الجراحي في مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء. بفضل اتصال إنترنت عالي السرعة، تم نقل أوامر الجراحة بشكل لحظي، مع عرض صور ثلاثية الأبعاد بدقة متناهية، مما ساهم في نجاح العملية خلال ساعتين فقط.
هذا النجاح يعد نقطة تحول في مستقبل الجراحة بالمغرب، حيث يتيح الاعتماد على التكنولوجيا إجراء عمليات دقيقة لعلاج أمراض معقدة، كسرطان البروستاتا، مع تقليل المخاطر وتسريع التعافي.
ما هي الجراحة الروبوتية؟
الجراحة الروبوتية هي تقنية متطورة تستخدم لإجراء عمليات دقيقة باستخدام روبوت جراحي يتحكم فيه الجراح عن بعد. توفر هذه التقنية:
- دقة عالية: أدوات دقيقة للغاية تمكّن من الوصول إلى أماكن حساسة دون التسبب في أضرار.
- صور ثلاثية الأبعاد: توفر رؤية أوضح وأدق مقارنة بالجراحة التقليدية.
- مضاعفات أقل : نظرًا لدقتها، تقلل الجراحة الروبوتية الأخطاء الطبية والأعراض الجانبية .
الجراحة الروبوتية :
لا تقتصر الجراحة الروبوتية على علاج سرطان البروستاتا فحسب؛ بل تستخدم في العديد من التخصصات، مثل:
1. استئصال الغدة الدرقية: بفضل الجراحة الروبوتية، يمكن الوصول إلى الغدة عبر الإبط بدلاً من الرقبة، مما يضمن عدم ترك أي ندوب ظاهرة مع الحفاظ على الأعصاب الرقيقة المحيطة.
2. جراحة المعدة والكبد والرئة: تجرى العمليات بأقل تدخل جراحي ممكن، ما يسهل التعافي السريع.
3. جراحة الأنف والحنجرة: تعزز الجراحة الروبوتية الدقة في التعامل مع المناطق الحساسة والصعبة.
هل الجراحة الروبوتية مرتفعة التكلفة؟
صحيح أن التكلفة الأولية للجراحة الروبوتية تعد أعلى من الجراحة التقليدية، إلا أن دراسات عالمية أثبتت أن الكلفة الإجمالية متقاربة. كيف ذلك؟
التعافي السريع يسمح للمريض بمغادرة المستشفى في غضون يوم أو يومين فقط.
قلة المضاعفات تقلل من الحاجة إلى الأدوية أو الرعاية الطويلة.
بالمقارنة، تصبح الجراحة الروبوتية خيارًا اقتصاديًا على المدى الطويل.
المغرب ومستقبل الجراحة عن بُعد
هذا الإنجاز يؤكد أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو مواكبة أحدث التقنيات الطبية العالمية. ورغم حداثة دخول الجراحة الروبوتية إلى المغرب، فإن العمل على تكوين الأطباء وتدريبهم في مختلف المدن يعد ضرورة أساسية لضمان انتشار هذا النوع من الجراحة، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى التجهيزات المتقدمة.
نجاح عملية استئصال البروستاتا عن بعد ليس مجرد إنجاز طبي، بل هو بداية واعدة تعزز مكانة المغرب على خارطة الطب الحديث، وتعيد الأمل للمرضى في الحصول على علاج دقيق وفعّال.