انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، من مدينة الدار البيضاء، قافلة من عشرات السيارات الكلاسيكية القادمة من مختلف جهات المملكة، في رحلة رمزية تربط بين الدار البيضاء، طرفاية، والعيون، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

ويحمل هذا الحدث، الذي ينظمه النادي الملكي للسيارات بالمغرب بشراكة مع الجامعة المغربية للسيارات العتيقة، رمزية خاصة هذا العام، في ظل القرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر 2025، والذي شكل محطة جديدة في مسار القضية الوطنية.

ويُعد رالي “طريق 75” أكثر من مجرد تظاهرة رياضية، فهو رحلة عبر الزمن تستحضر إحدى أعظم المحطات في تاريخ المغرب الحديث، حين لبّى 350 ألف متطوع نداء المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني سنة 1975، لاسترجاع الأقاليم الجنوبية في مسيرة سلمية فريدة سطّرها التاريخ بحروف من ذهب

انطلقت النسخة الحالية من الرالي في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والانتماء، حيث اصطفّت السيارات العتيقة في مشهد مهيب أمام أنظار المشاركين والجمهور، مجسدةً الروح الوطنية التي لا تزال تنبض في وجدان المغاربة بعد نصف قرن على تلك الملحمة الخالدة.

وسيقطع المشاركون مئات الكيلومترات عبر محطات رمزية، أبرزها طرفاية، قبل أن يحطوا الرحال بمدينة العيون، القلب النابض للصحراء المغربية، في ختام هذا الحدث الذي يجمع بين التاريخ، الرياضة، والذاكرة الوطنية.

بهذا الرالي التاريخي، تتجدّد أصداء المسيرة الخضراء في وجدان المغاربة، ويتحوّل الطريق من الدار البيضاء إلى العيون إلى خيط يربط بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر. فكل محطة من هذا المسار تحكي قصة وطن آمن بعدالة قضيته ووحدة ترابه، وكل سيارة تمضي على الطريق تحمل رسالة وفاء للعرش وللأجيال التي آمنت بالمستقبل.

رالي “طريق 75” ليس مجرد احتفال بالذكرى، بل هو تجسيد حي لروح المسيرة التي صنعت مجد المغرب، وجعلت من إرادة أبنائه قوة لا تعرف المستحيل. وبين هدير المحركات ورفرفة الأعلام الوطنية، يستمر الحلم المغربي في المضيّ قُدماً، بنفس الإيمان والعزم الذي قاد المسيرة الأولى قبل خمسين عاماً.


