كشف تقرير “إيكيا سليب أنكوفرد”، أحد أكبر الدراسات الاستطلاعية حول عادات النوم عالميًا، عن تراجع المغرب في جودة النوم، حيث احتل المرتبة 37 من أصل 57 دولة، محققًا 62 نقطة، أي أقل من المتوسط العالمي بفارق طفيف. وبينما تصدرت الصين القائمة بأفضل جودة نوم، جاءت النرويج في المركز الأخير برصيد 56 نقطة.
تراجع جودة النوم في المغرب: أسباب مقلقة
تدفع هذه النتائج للتساؤل حول العوامل التي تؤثر سلبًا على نوم المغاربة، سواء كانت نفسية أو جسدية. ويشير التقرير إلى تفشي ظاهرة الاعتماد على العقاقير المنومة عالميًا، حيث صرّح 19% من المشاركين بأنهم يلجؤون إلى الأدوية لمساعدتهم على النوم، فيما وصف 28% نومهم بأنه سيئ.
كما أظهرت البيانات أن 19% من المستطلعين يعانون من الاستيقاظ المتكرر خلال الليل بمعدل مرتين أو أكثر. ما يثير القلق بشأن الصحة العامة. وأبرز التقرير العلاقة الوثيقة بين الوضع المالي وجودة النوم، إذ صرح ثلث المشاركين بأنهم يحتاجون إلى موارد مالية أفضل لتحسين نومهم.
مقارنة عالمية: الصين في الصدارة وأمريكا في أزمة نوم
يظهر التقرير تباينًا ملحوظًا بين الدول في جودة النوم. فمن اللافت أن الصينيين هم الوحيدون الذين ينامون في المتوسط أكثر من سبع ساعات يوميًا. بينما صرّح 64% من المصريين بأن نومهم جيد، وهي أعلى نسبة مسجلة بين الدول المشمولة في الدراسة.
أما في الولايات المتحدة، فتعاني نسبة كبيرة من السكان من اضطرابات النوم، ما يعكس القلق المتزايد عالميًا بشأن جودة النوم. وتشير الأرقام إلى أن الأشخاص يفقدون ساعة و20 دقيقة من النوم كل ليلة، أي ما يعادل أكثر من 20 يومًا من النوم سنويًا.
تقرؤون أيضا : اكتشاف أثري مغربي يقلب موازين التاريخ في شمال إفريقيا
التوتر والشاشات الرقمية: عوائق أمام النوم المريح
يرى الخبراء أن التوتر والقلق المفرط والتفكير الزائد من أبرز مسببات اضطرابات النوم، إذ يعاني منها 40% من الأفراد. كما أن الاستخدام المكثف للشاشات الإلكترونية قبل النوم يؤثر بشكل سلبي على جودته، حيث يستخدم 75% من المشاركين هواتفهم في غرف نومهم، وتصل النسبة إلى 86% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا.
نصائح لتحسين جودة النوم
يقدم التقرير مجموعة من التوصيات لتعزيز النوم الصحي، من بينها:
- الالتزام بمواعيد منتظمة للنوم والاستيقاظ.
- التعرض لضوء النهار الطبيعي لتعزيز إيقاع الساعة البيولوجية.
- تهيئة بيئة نوم مريحة وهادئة.
- اتباع نظام غذائي صحي والحد من استهلاك المنبهات قبل النوم.
- تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
النوم الجيد: ضرورة وليس رفاهية
تُظهر نتائج التقرير أن جودة النوم في المغرب بحاجة إلى تحسين، مما يستدعي مزيدًا من الوعي حول أهمية النوم وتأثيره على الصحة العامة. فالنوم الجيد ليس مجرد رفاهية، بل هو أساس لصحة نفسية وجسدية متوازنة، وهو ما يتطلب تغييرات جوهرية في أنماط الحياة اليومية.