يلجأ كثيرون إلى حميات شائعة مثل الكيتو والصيام المتقطع بهدف خسارة الوزن وتحسين الصحة العامة. لكن تأثير هذه الأنظمة الغذائية على الخصوبة لا يعد موحدًا. إذ يختلف بين النساء والرجال، ويعتمد على عوامل صحية متعددة تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا، خاصة عند التخطيط للحمل.
الكيتو والخصوبة: فوائد محددة ومخاطر محتملة
يرتكز نظام الكيتو على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون، ما يدفع الجسم إلى الدخول في حالة “الكيتوزيس”. حيث يبدأ في حرق الدهون بدلاً من السكر للحصول على الطاقة.
لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، قد يسهم هذا النظام في تحسين مقاومة الإنسولين وتنظيم الهرمونات. مما يعزز فرص الإباضة والحمل.
أما الرجال، فقد يستفيدون من فقدان الوزن الناتج عن الكيتو، مما يرفع من مستويات التستوستيرون ويحسن جودة الحيوانات المنوية.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن تقييد الكربوهيدرات بشكل مفرط قد يؤدي إلى اضطراب في هرمونات مهمة مثل FSH وLH. ويسبب نقصًا في عناصر غذائية ضرورية كحمض الفوليك والحديد. كما لوحظت حالات من اضطرابات الدورة الشهرية نتيجة التغيرات الهرمونية وفقدان الوزن السريع.
الصيام المتقطع: نتائج متفاوتة وتأثيرات هرمونية
يعتمد الصيام المتقطع على تناول الطعام ضمن نافذة زمنية محددة والامتناع عنه في بقية اليوم، ويهدف إلى تحسين مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن.
بالنسبة للنساء المصابات بتكيس المبايض، يمكن أن يساعد الصيام في تقليل الالتهاب وتحسين حساسية الإنسولين، مما يساهم في تنظيم الدورة الشهرية وتحسين الخصوبة.
عند الرجال، قد يساهم الصيام المتقطع في رفع مؤقت للتستوستيرون وتحسين جودة الحيوانات المنوية، لا سيما عند ترافقه مع فقدان الوزن.
لكن الإفراط في الصيام أو تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الإستروجين لدى النساء، مما يحدث اضطرابات في التبويض أو حتى انقطاع الطمث. وتشير أبحاث حديثة إلى أن توقيت تناول الطعام – خصوصًا خلال النهار – قد يدعم توازن بكتيريا الأمعاء، وهو عنصر أساسي في تنظيم الهرمونات.
هل هذه الحميات مناسبة لتحسين الخصوبة؟
رغم الفوائد المحتملة لنظام الكيتو والصيام المتقطع في بعض الحالات، إلا أن اتباعهما بشكل عشوائي قد يضر بالصحة الإنجابية. فهما نظامان غذائيان مقيدان لا يناسبان الجميع، خصوصًا من يعانون من اضطرابات هرمونية أو يسعون للإنجاب.
لذا، يبقى استشارة الطبيب ضرورة أساسية قبل اعتماد أي نظام غذائي يؤثر على التوازن الهرموني. فالصحة الإنجابية تتطلب توازنًا دقيقًا، وأي خلل قد يقلل فرص الحمل أو يؤثر على جودة الحياة.