ما إن يعتاد الجسم على كميات كبيرة من الملح حتى تبدأ تأثيراته في الظهور، ليس فقط على مستوى ضغط الدم كما نعرف جميعًا، بل أيضًا على الدماغ نفسه. دراسة كندية حديثة من جامعة مكغيل جاءت لتؤكد أن الاستهلاك المفرط للملح قد يؤدي إلى التهابات دماغية تُعيد برمجة مراكز التحكم في الجسم، وهو ما يفتح المجال لارتفاع ضغط الدم ومضاعفات صحية أخرى.
الدماغ تحت تأثير الملح
لطالما اعتقدنا أن الملح يرهق الكلى ويؤثر على القلب والأوعية، لكن الجديد أن الملح يصل تأثيره إلى الدماغ. الدراسة أوضحت أن النظام الغذائي الغني بالملح يحفّز الخلايا المناعية في الدماغ، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات ترفع ضغط الدم وتفقد الجسم آلية التوازن الطبيعية التي تحميه من الارتفاع المفاجئ.
أكثر من مجرد ضغط دم
الأبحاث بينت أيضًا أن الاستهلاك العالي للملح قد يضعف القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والتعلم، ويرتبط بظهور التهابات عصبية ومشاكل في الحاجز الدموي الدماغي. بمعنى آخر، الملح الزائد لا يقتصر ضرره على القلب فقط، بل يمكن أن يمس صفاء الفكر وصحة الدماغ على المدى الطويل.
كيف تحمين صحتك؟
• خففي من الملح المضاف: جربي الاعتماد على الأعشاب الطبيعية كالزعتر، الحبق، والكمون لإعطاء نكهة لذيذة للأكل.
• راقبي الملح الخفي: الكثير من الأغذية المصنعة والمعلبة تحتوي على نسب عالية من الملح حتى وإن لم يظهر طعمها مالحًا.
• اتبعي حمية متوازنة: أنماط غذائية مثل الحمية المتوسطية أو نظام “DASH” أثبتت فعاليتها في خفض الضغط ودعم صحة الدماغ.
• احرصي على الفواكه والخضر: فهي غنية بالبوتاسيوم والألياف التي تساعد في موازنة ضغط الدم.
ختاما الملح مكوّن أساسي في مطبخنا اليومي، لكنه سلاح ذو حدين. والرسالة الأهم التي تُقدمها لنا الدراسات الحديثة هي أن الاعتدال وحده كفيل بأن يحمي صحتنا. فالقليل من الملح يكفي، أما الإفراط فقد يتحول إلى خطر صامت يهدد الدماغ والقلب معًا.