أعلنت هيئة التراث السعودية، أمس الخميس، عن اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية ومعمارية في الجزيرة العربية، تقع في “مصيون” شمال غرب تبوك شمال المملكة، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان قوله، إن الاكتشاف جاء ضمن أعمال التنقيب الأثري التي تنفذها الهيئة بشراكة مع جامعة “كانازاوا” اليابانية، وبتعاون مع نيوم، لافتا إلى أن تاريخ المستوطنة يعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وتحديدا إلى الفترة بين 11000 و10300 سنة من الوقت الحاضر.
وأسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف وحدات معمارية شبه دائرية، مشيدة بأحجار غرانيتية محلية تضم مبان سكنية ومخازن وممرات ومواقد نار، عكست تخطيطا وظيفيا متقدما يتناسب مع طبيعة العيش القائم على الصيد وزراعة الحبوب في تلك الفترة.
وشملت المقتنيات التي عثر عليها أيضا بقايا نادرة لهياكل بشرية وحيوانية، وقطع حجرية مزخرفة بخطوط هندسية، مما يشير إلى دلالات رمزية ويمنح الباحثين بعدا أعمق لفهم نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث المبكر.
وأكدت الهيئة أن هذا الاكتشاف، الذي يمثل منعطفا علميا مهما في فهم بدايات الاستيطان البشري المستقر في شمال غرب المملكة، يأتي في سياق الجهود المتواصلة لتوثيق المواقع الأثرية في البلاد، تحقيقا لأهداف رؤية المملكة 2030، وتعزيزا لمكانتها بوصفها منبرا معرفيا في مجال التراث الإنساني العالمي.
يذكر أن موقع “مصيون” أدرج ضمن سجل الآثار الوطني منذ عام 1978، إلا أن الدراسات الميدانية الحديثة، التي انطلقت في دجنبر 2022، أعادت الكشف عن أهميته التاريخية باعتباره أقدم نموذج معروف للاستقرار البشري في الجزيرة العربية.
و.م,ع
