استيقظ سكان منطقة رأس الماء القائمة بإقليم الناظور ، على صدمة مدوية في الساعات الأولى من فجر الأحد المنصرم ، حيث أقدم أب على إضرام النار في منزله، مسببا مأساة أليمة لن تمحى من الذاكرة بسهولة .
نيران الغضب تحرق الجميع
في الساعات الأولى من فجر الأحد،استيقظ سكان حي السلام على صراخ واستغاثات قادمة من أحد المنازل. الأب، وهو بائع متجول يبلغ من العمر 45 عامًا، أشعل النار في قنينة غاز كبيرة داخل شقته بعد خلاف حاد مع زوجته. اشتعلت النيران سريعا و زادت ألسنة اللهب ، فيما حاول الأب الهرب بالقفز من الطابق الثاني .
بعد قدوم السلطات تم إخراج الطفل البالغ من العمر 6 سنوات و الأم من المنزل المحترق . قضى الطفل الصغير نحبه وهو في طريقه إلى المستشفى، بعد أن استنشق كميات كبيرة من غاز البوتان. الأم، ذات الـ33 عامًا، وصلت إلى المستشفى الإقليمي دراق ببركان بحالة خطرة، فيما أصيب الأب، بجروح بالغة تم نقله على إثرها إلى مستشفى السعيدية تحت حراسة أمنية مشددة.
جذور الجريمة: إدمان وشكوك قاتلة
ما وراء هذه الجريمة لم يكن مجرد لحظة غضب عابرة. فبحسب تحقيقات الشرطة، كان الأب يعيش في حالة من الشكوك المستمرة تجاه زوجته، مدفوعة بإدمانه على المخدرات . تلك الشكوك تحولت إلى شجارات متكررة استمرت لأيام، حتى قرر الأب وضع حد لها بطريقة مأساوية .
المخدرات.. نار تحرق العقول قبل الأرواح
إن مأساة رأس الماء ليست سوى انعكاس مأساوي لما يمكن أن تفعله المخدرات بحياة الأفراد والأسر. الإدمان يسرق العقول، ويشعل فتيل الغضب والشك، ويحول الإنسان إلى مصدر خطر على من حوله. حين تتسلل المخدرات إلى حياة شخص، فإنها لا تكتفي بتدميره وحده، بل تمتد لتشعل نيرانها في كل من يحبونه.
لذلك، تبقى مواجهة الإدمان مسؤولية مجتمعية تتطلب توعية شاملة، ودعمًا نفسيًا واجتماعيًا، وبرامج تأهيل فعالة. إنقاذ الأرواح يبدأ بمنع الأسباب، قبل أن نجد أنفسنا أمام المزيد من الحكايات المؤلمة التي تطفئ براءة الأطفال، وتهدم الأسر.