قد يرغب الزوجان أو أحدهما في الطلاق حتى يستريح من سوء معاملة الآخر له، وعندما تنتهي العلاقة الزوجية قد يخسر كلاهما بعض ايجابيات الحياة الأسرية، لكن يبقى الأبناء في الغالب الخاسر الأكبر بسبب تأثرهم بهذا الانفصال الذي يمتد لوقت طويل فضلًا عن معاناته من القلق بسبب ما يعيشه مع الخلاف الأسري المستمر، وهنا يتعين على الأبوين تسهيل الأمر عللا الطفل ومساعدته على محاولة التكيف والتعامل مع الصعوبات والتغلب عليها.
كان لمجلة “لالة فاطمة” لقاء مع الطبيبة النفسية غيثة مسفر التي تحدثت لنا عن كيفية التعامل مع الطفل قبل إعلانه خبر الطلاق وتهييئه نفسيا.
كيف يمكن أن نهيئ الطفل نفسيا قبل تلقيه خبر انفصال والديه؟
في نظري لا يشكل موضوع طلاق الوالدين مشكلا لدى الأطفال بالعكس تماما، يبقى تفاهم الوالدين واحترامهما لبعضهما البعض الأمر الأساسي لأنه يساعد في تربية الأولاد.
توجد كثير من الحالات التي عايناها لأطفال يرتاحون فور طلاق آبائهم بسبب شجارهم الدائم والمعاناة التي يعيشونها وهم في بيت واحد، لكن يبقى الأمر الضروري هنا أن يكون الأزواج بعد الانفصال متفاهمين وأن يحترموا بعضهما البعض، وأن لا يقوموا بتحريض أطفالهم ضد الطرف الآخر، لأن الطفل يكون محتاجا جدا للأب والأم في ذات الوقت.
في بعض الحالات يكون خبر الطلاق مفاجئا بالنسبة للأطفال حيث لا يعلن عنه الآباء إلا بعد إنهاء جميع الإجراءات، فما أثر ذلك على الطفل؟
مهم جدا أن يتم الحديث مع الأطفال قبل الإعلان عن الطلاق الرسمي لأن هذا الأمر يدخل في إطار نضج الطفل، كما أنه يساعد على طمأنته بخصوص الأمور الموالية.
وهنا أود أن أقول أنني صادفت مجموعة من الآباء الذين أعجبت بتفكيرهم، يجلسون مع أطفالهم ويناقشون معهم موضوع الطلاق ويقومون بتوعيتهم، فعلى سبيل المثال يقولون له “أنا وماماك متفاهمناش وقررنا نتفارقو وحتى نتا إلى كبرتي وخدمتي ومرتاحيتيش فخدمتك فزواج أو مع أصدقائك فكر أو بعد من هاد الطريق” وقم ببناء حياتك مع أشخاص ترتاح إلى جانبهم، وهذا الأمر جد ضروري لأنه يساعدهم على بناء شخصيتهم وتقبل الواقع.
كيف يمكن التعامل مع التغيير الذي يطرأ على حياة الأطفال الذين اعتادوا على الخرجات العائلية؟
فعلا تتغير العديد من الأشياء في حياة الطفل بعد طلاق والديه، تنقص الزيارات العائلية لأماكن عمومية، لكن لحسن الحظ تأتي أشياء أخرى أفضل، وبحكم عملي أصادف الكثير من الأطفال الذين يعيشون بهناء مع عائلاتهم الجدد “كيقولو أنا بابا عزيز عليا بزاف ولاكن ربحت راجل ماما” الذي يتعامل معي جيدا، كما أنني أعتبر أولاده إخوة لي والنفس الشيء بالنسبة للأب.
بعض الآباء يعتقدون أن توفير متطلبات الطفل أهم من التواصل معه، ما تعليقك على هذا؟
بالنسبة لي لا أرى أن هذا الموضوع يشكل عائقا، فإن كان باستطاعة الوالدين توفير كل متطلبات الطفل لما لا، هناك مجموعة من الآباء في فترة الزواج كانوا منشغلين في العمل طوال اليوم ولم يكن لديهم الوقت لأطفالهم، لكن بعد الطلاق أًصبحوا يولون أهمية كبرى للطفل من خلال الخروج والسفر وممارسة مجموعة من الأنشطة معهم وهذا أمر جيد.
ما نصائحك للطفل من أجل مساعدته على تقبل طلاق والديه؟
في الحقيقة لا أظن أن الأطفال يعانون من هذا المشكل، بالعكس تماما هناك مجموعة منهم تقبلوا خبر انفصال والديهم بروح رياضية، نصيحتي هي لآبائهم أن يحترموا بعضهم البعض من أجل إرضاء أبنائهم لا أقل ولا أكثر.