خديجة . الدارالبيضاء:
-
أعمل في بيت أهله نصارى، تدركني الصلاة فأمد فراشا من أفرشتهم وأصلي، وأحيانا أقرأ القرآن. فهل تقبل صلاتي؟
الأصل في النصارى واليهود أيضا أنهم أهل كتاب. أحلت الشريعة الإسلامية معايشتهم ومجاورتهم وقضاء الأغراض معهم، وإجراء العقود وتبادل المصالح فيما بيننا وبينهم، كما هو الشأن المتداول عند المسلمين.
كما أباحت العمل معهم أو عندهم، وأباحت طعامهم، قال تعالى في سورة المائدة(5/5):
” الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ، وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ، وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ، وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
فلما خص الله ذكر الطعام بالإباحة، دل هنا على أنه يشمل كل شيء طيب وطاهر، له صلة بالأطعمة كالدور والأواني والمفروشات وما اعتاده الناس في حياتهم الاجتماعية.
وحين تدركك الصلاة، فإنها تدركك وأنت ولاشك في الأرض، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ” جعلت لي الأرض مسجدا وطهور، فأيما رجل (والخطاب يشمل المرأة كذلك) من أمتي أدركته الصلاة فليصل”.
فالأرض كلها صالحة للصلاة، شريطة أن تكون طاهرة حسا ومعنى، ماديا ومعنويا. إلا إذا كنا في ظروف استثنائية، فإننا نجتهد في الطهارة المعنوية.
كمثل الصلاة في بيت غير المسلمين من النصارى واليهود، فإننا نجتهد في إيجاد الفضاء والمكان المناسبين، مع التوجه إلى القبلة الخالية من كل رسم أوعلامة ترمز إلى ما يفتن البال، ويوسوس في الصلاة، أو يمنع من الخشوع والطمأنينة، حتى نتحرى لعبادتنا.
وإن عجزنا عن فعل ذلك، فإننا لم نكلف بما لا طاقة لنا به. وهكذا تكون صلاتنا وقراءتنا للقرآن وغير ذلك من العبادات كلها مقبولة إن شاء الله.