الكذب مخالف للشريعة الإسلامية بكل حالته، قال الله تعالى “ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين”، والكذب عندما يصبح صفة متكررة في التعامل بين الأزواج، الذين يجمعهم الرابط المقدس، فالأكيد أن هذه الآفة الخطيرة سوف تهدم هذا الرابط أكثر ما ستبنيه، على أساس أن العلاقة الزوجية تقوم على الاحترام والعشرة الطيبة بين الرجل والمرأة. قال الله تعالى “وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة”، فالآية الكريمة واضحة وصريحة تدعو إلى المعاملة القائمة على الكذب والخديعة والزور، ما يسبب فقدان الثقة والاحترام بينهما، إلى جانب ذلك فإن آثاره السلبية لن تقتصر فقط على العلاقة بين الشريكين، بل تمتد إلى الأبناء أيضا، لأننا عندما نكذب، فإننا نعلمهم الكذب أيضا، لذلك يجب أن يحرص الآباء على أن يكونوا قدوة حسنة لفلذات أكبادهم.
وعلى الأزواج خلق باب التفاهم والحوار الصريح بينهم، وبأن يحاول كل طرف في العلاقة سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل عدم دفع أو إجبار شريكه الآخر على هذه الصفة غير المحمودة، لأنه أحيانا الخوف والطغيان، قد يعتبر دافعا أساسيا للكذب. وتجدر الإشارة إلى أن هناك ما يسمى “المجاملة” بين الزوجين وهي تجوز شريطة أن لا تصل إلى مرتبة الكذب الذي يقوم بتزوير الحقائق، مثلا كأن يخبر الزوج زوجته أن طعامها شهي أو أنها جميلة ولو كان كذبا، لأن في هذه الحالة يعتبر نوعا من المدح، والتعبير عن الحب والامتنان للطرف الآخر وأيضا تقوي جسور الود بين الزوجين.