تستضيف سينما النهضة بالرباط، يوم 17 أبريل الجاري، العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “من الأطلس إلى قمة العالم”، وهو عمل إنساني وملهم يتتبع المسار الاستثنائي لستة متسلقين مغاربة نجحوا في الوصول إلى قمة جبل إيفرست.
الفيلم من إنتاج Wanaut وإخراج فردوس الغزالي تحت إشراف أيوب كوتر، وبدعم من شريك وازن هو البنك الشعبي، الذي يلتزم من خلال هذه المبادرة بتثمين قيم تجاوز الذات، والصمود، والتميز المغربي. يحمل هذا المشروع السمعي البصري عالياً قيم الشجاعة، والعمل الجماعي، والارتباط العميق بالهوية الجغرافية المرتبطة بجبال الأطلس، وطموحاً واضحاً: أن يحمل المغرب اسمه إلى أعلى القمم العالمية.
غوص في مسارات أبطال مغاربة
من خلال شهادات متقاطعة لكل من ناصر بن عبد الجليل، مهدي الأمزازي، عادل الطيبي وغيرهم من وجوه تسلق الجبال في المغرب، يقدم الفيلم أكثر من مجرد سرد رياضي؛ بل يشكل تحية إلى الجبل كمدرسة للحياة، تشكل الإرادة والانضباط والتواضع. يحمل هؤلاء المتسلقون، القادمون من خلفيات مختلفة، شغفاً مشتركاً: السعي لتخطي الذات والبحث عن المعنى.
ناصر بن عبد الجليل هو أول مغربي صعد إلى قمة إيفرست عام 2013، وهو اليوم متحدث ومدرب يشارك تجربته كمستكشف، بعد أن وصل أيضاً إلى القطب الشمالي.
عادل الطيبي، خامس مغربي يحقق هذا الإنجاز، صعد أكثر من 50 قمة حول العالم، منها جبل K2 بباكستان وجبل ماكينلي في ألاسكا، ما يجعله من بين أبرز المتسلقين المغاربة.
مهدي الأمزازي، الملقب بـ”سفير القمم”، موظف بالبنك الشعبي، أنجز صعود 73 قمة، من بينها ثلاث من أعلى القمم في كل قارة. ومنذ عودته من إيفرست سنة 2024، نشأت فكرة هذا الفيلم الوثائقي، حيث عبّر عن الحاجة – بل الضرورة – إلى رواية جماعية لتجربة مثل هذه الرحلة.
بين شهادات شخصية، أرشيفات نادرة، وصور مدهشة من جبال الهملايا، ترسم المخرجة فردوس الغزالي خريطة حسية لدوافع هؤلاء المستكشفين، وتربط حكاياتهم بذاكرة جماعية مغربية.
مقاربة فنية صادقة وإنتاج ملتزم
تكمن قوة الفيلم الوثائقي في نبرته العاطفية والبسيطة، القادرة على لمس عشاق الجبال ومحبي القصص الإنسانية على حد سواء.
أيوب كوتر وبسمة برجاوي، مؤسسا Wanaut، يقدمان هذا المشروع المستقل الذي يجمع بين السرد والالتزام والاستراتيجية. ويطمحان إلى أن يكون هذا الفيلم أداة لنقل القيم الوطنية، وخاصة للشباب المغربي، وتجسيداً للفخر الجماعي.
ويُنتظر أن يكون عرض 17 أبريل فرصة للقاء بين أبطال الفيلم والجمهور والشركاء والمؤسسات الثقافية والرياضية والسياحية. كما سيشكل لحظة تكريم للقوة الجماعية التي جعلت هذا التحدي ممكناً.
ويأتي هذا العرض ضمن خطة واسعة لتوزيع الفيلم، تشمل نسخة إلكترونية وعروضاً عامة مقبلة.
مع هذا الفيلم، يروي المغرب نفسه من الأطلس إلى إيفرست، ليذكرنا أن العظمة لا تُقاس فقط بالارتفاع، بل أيضاً بمن يجرؤون على تحدي الحدود.
إنه دعوة إلى الإيمان بأن كل خطوة نحو المستحيل، هي انتصار في حد ذاتها.