يظهر في عالم الجمال المتسارع بين الحين والآخر اتجاه جديد يعد بنتائج مذهلة خلال وقت قياسي. أحدث هذه الصيحات هي جلسات ” محلول النظارة ” أو ما يعرف بالحقن الوريدية . التي تستخدم لتفتيح البشرة ومحاربة علامات التقدم في السن، والتي تحظى بإقبال متزايد في العيادات التجميلية. لكن، هل فعلاً تمنح هذه الحقن إشراقة صحية أم تخفي آثارًا جانبية صامتة؟
مكونات فعالة تحقن مباشرة في الدم
تعتمد هذه الجلسات على مزيج من الفيتامين C والجلوتاثيون، وهما مضادان قويان للأكسدة يعملان على تقليل الأضرار الناتجة عن التوتر التأكسدي في الجسم، وهو أحد أبرز العوامل المسببة لتلف البشرة وظهور التجاعيد. الحقن الوريدي يسمح بامتصاص مباشر وسريع للمكونات، دون المرور عبر الجهاز الهضمي، مما يعزز فعالية العلاج مقارنة بالمكملات الفموية.
فوائد تجذب أصحاب الوتيرة السريعة
لا تقتصر الفوائد على تفتيح البشرة فقط، بل تمتد لتعزيز الطاقة، تقليل التوتر، ترطيب الجسم وتحسين حالة البشرة بشكل عام. مكونات إضافية مثل فيتامين B12، والإلكتروليتات، والمحاليل الوريدية (سواء كانت ملحية أو محلاة بالجلوكوز) تضيف تأثيرًا عامًا يوصف بـ”الرفاه الداخلي”، وهو ما يفسر انجذاب المشاهير لهذه التقنية، من ريهانا إلى كيم كارداشيان.
مخاطر حقيقية تتطلب الحذر
ورغم الترويج الكثيف لهذه الجلسات، إلا أن استخدامها التجميلي لا يزال محل نقاش علمي واسع. فجلسات “محلول النظارة” استخدمت أصلًا لعلاج مضاعفات بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان وباركنسون، لكن لا توجد دراسات تؤكد سلامتها للاستخدام التجميلي طويل الأمد.
الأمر الأخطر هو أن هذه الحقن قد تؤدي، في بعض الحالات، إلى تفاعلات دوائية حادة ومشكلات قلبية مفاجئة مثل اضطراب النبض أو أمراض الشرايين التاجية، مما دفع بعض الدول إلى حظرها خارج الإشراف الطبي المتخصص.
الكلفة مقابل الفعالية
الحقن الوريدية ليست رخيصة، وقد تتطلب تكرارًا دوريًا للحفاظ على النتائج. لذلك، من الضروري موازنة الفائدة المرجوة مقابل الكلفة العالية والمخاطر المحتملة، مع التأكيد على أهمية إجرائها فقط في مراكز طبية مجهزة بمعدات الإنعاش والرقابة الطبية الدقيقة.
ختاما قد تبدو جلسات “محلول النظارة” كحل سحري لمن يبحث عن بشرة أكثر إشراقًا في وقت قياسي، لكنها تبقى تدخلًا طبيًا يحتاج إلى وعي، إشراف متخصص، وميزان عقلاني بين الجمال والصحة. قبل اتخاذ القرار، احرصي على معرفة كل التفاصيل… فليس كل ما يلمع ذهبًا، حتى وإن كان يضخ في عروقك.