” لقد شعرت مثل ديكستر ” ، هذا ما كتبه المراهق دانيال غوري في مذكراته بعد اغتصاب و قتل الطفلة ميلانا ، التي لم تتجاوز 13 سنة من عمرها . في حال كنتم تجهلون من يكون ديكستر ، ديكستر مورغان هو قاتل متسلسل في مسلسل Dexter الخيالي . اشتهر المسلسل بأسلوبه المميز في تقديم ديكستر كقاتل محبوب رغم طبيعته الغامضة.
أحداث الجريمة :
في 9 مايو 2022، عادت والدة ميلانا من نوبتها الليلية لتجد ابنتها مفقودة، وتبلغ الشرطة عن اختفائها. في البداية، اعتُبر اختفاؤها حالة هروب، حيث اعتقدت السلطات أنها ربما تركت منزلها بمحض إرادتها. لكن سرعان ما تغيرت النظرة عندما عثر على بعض ملابسها ملقاة في منطقة غابوية قريبة.
في اليوم التالي، وأثناء عمليات البحث المكثفة التي شارك فيها متطوعون وسكان محليون، عثر على جثة ميلانا نصف مغمورة في مجرى مائي ومغطاة ببطانية. من التحقيقات الأولية بدا أنها قد تعرضت للخنق والاغتصاب قبل قتلها بوحشية .
التحقيقات و القبض على الجاني :
منذ اللحظة الأولى، بدأ المحققون في فحص محيط الضحية. و باستخدام كاميرات المراقبة القريبة، تمكنوا من رصد ميلانا مع مراهق يدعى دانيال غوري، يبلغ من العمر 16 عامًا. كان الاثنان يتجهان إلى منطقة غابوية .
استمرت التحقيقات و تزايدت الشكوك حول غوري بعد اكتشاف خيمة قريبة في الغابة تحتوي على يومياته. حيث كتب أفكاره العنيفة و جمع صورًا تشير إلى إعجابه بشخصية “ديكستر”. وفي اليوم الموالي، عثر عليه مختبئًا داخل مكتبة محلية، محاولًا التخفي. ورغم محاولته الفرار، تمكنت الشرطة من القبض عليه بعد مطاردة مثيرة.
أدلة دامغة أثبتت تورطه :
داخل خيمة غوري، عثرت الشرطة على أدلة مروعة كانت بمثابة نافذة لعقله الملتوي : رسومات دموية، مخططات لجريمة “مثالية”، وعبارات كتبها عن “لذة السيطرة على الضحية”. لكن الأكثر إثارة للرعب كان اعترافه الضمني في يومياته، حيث كتب: “أنا ديكستر الجديد”. بالإضافة لعبارة : “أشعر وكأنني ديكستر” . كما اكتشف المحققون صورًا مروعة على هاتفه وسجلات بحث عن العنف والاعتداء الجنسي.
المحاكمة :
نظرا لأن الجاني لم يتجاوز 16 سنة ، نشب جدل قانوني طويل حول محاكمته كراشد بدلًا من قاصر، و منه طالت فترة المحاكمة لسنتين . حاول فيها فريق غوري القانوني استغلال تأخر الإجراءات لإثارة شكوك حول الأدلة، مشيرين إلى وجود حمض نووي غريب على جثة ميلانا، لكن المحكمة رفضت هذه الحجة. كما و تم استغلال المدة لجمع الأدلة الجنائية وتحليلها .
الحكم النهائي : عقوبة مستحقة؟
في نوفمبر 2024، وقف دانيال غوري البالغ 18 سنة، أمام المحكمة ليواجه مصيره.
خلال المحاكمة، قدمت النيابة العامة تسجيلات تظهر تحركاته مع ميلانا، واليوميات التي تعكس تخطيطه المسبق للجريمة. في غضون 90 دقيقة فقط، أصدرت هيئة المحلفين حكمها: مذنب في جميع التهم.
حكم على غوري بالسجن مدى الحياة مع إمكانية الإفراج المشروط بعد 30 عامًا، لتغلق بذلك فصول هذه الجريمة المروعة التي أثارت الرأي العام.
ميلانا… صوت لن ينسى
كانت ميلانا فتاة مشرقة، مليئة بالأحلام والطموحات عرفت بابتسامتها الدافئة وحرصها على مساعدة الآخرين. أرادت أن تصبح مصممة أزياء، لكن ثقتها نصبت لها فخا جعل حياتها تنتهي بوحشية على يد مراهق اختار طريق الجريمة بدلاً من مواجهة عواطفه المضطربة.
يذكر أن هذه ليست أول جريمة تكون مستوحاة من مسلسل فقبلها بسنوات قام شاب اخر لم يتجاوز 17 سنة بقتل صديقته و في المحاكمة صرح أنه استوحى الجريمة من مسلسل ديكستر .
في الختام تذكروا أن هذه القصة ليست فقط عن ضحية ومجرم؛ إنها تحذير صارخ عن خطورة انزلاق الشباب و الأطفال وراء أفكار عنيفة مستوحاة من الشاشات .