في ظل ما نعيشه اليوم من تغييرات، فرض موضوع التربية الجنسية نفسه بقوة حماية لأبنائنا من حصولهم على معلومات جنسية قد تكون خاطئة أو غير مناسبة لسنهم.
تقول كاميليا زكرياء، أخصائية نفسية وجنسية إلى جانب النمو العضوي عند الأطفال، هناك ما نطلق عليه كأخصائيين نفسيين النمو النفسي الجنسي الذي يمكنهم من تكوين شخصيتهم، فابتداء من سنتين أو سنتين ونصف يمكن للطفل أن يفرق بين الجنسين، فيعرف الطفل أنه ذكر وأخته أنثى، وهذا النوع من التمييز يؤدي إلى ما نسميه بالفضول الجنسي مما يدفعهم لطرح العديد من الأسئلة من قبيل كيف نحصل على أطفال؟ لماذا أنا أنثى وهو ذكر؟..الكثير من الأسئلة تطرح من طرف الصغار قبل أربع سنوات.
وبالتالي فالحياة اليومية توفر العديد من الفرص للحديث ومناقشة هذه الأمور قبل هذا السن. فمثلا من المفروض علينا كآباء عند استحمام الطفل الحديث معه عن جسمه ومن له الحق في لمسه وتقبيله، في هذا التوقيت الذي يطبعه الحب والحنان والتبادل نتحدث مع بعض عن الأمور الجنسية ونمرر رسائل تكون كصمام آمان لهم وتوعيهم جنسيا.
وتنصح الأخصائية النفسية والجنسية الآباء بالابتعاد عن المعتقد الذي يقول بأن الحديث عن الأمور الجنسية مع الطفل سيزيل الحياء بين الأب أو الأم والطفل، بالعكس فالتربية الجنسية جزء من التربية بشكل عام، ومن واجبنا كآباء أن نتواصل مع الأبناء ونخلق جو من الثقة يمكننا من الحوار والحديث عن كل شيء.
فمثلا عندما يسأل الطفل عن معنى الحب أو كيف نحصل على طفل وغيرها من الأسئلة الفضولية، يجب أن نجيب عن السؤال وفي حال لم نكن نتوفر على الإجابة أو صدمنا من التساؤل نقول للطفل ببساطة أننا سنجيبه من بعد.
وتحذر من نهج أسلوب القمع أو التهرب عن الجواب بجواب آخر من قبيل أنك لازلت صغيرا عن طرح مثل هذه الأسئلة. فالهدف من التوعية ألا ندع مجالا للأنترنيت لتربية أطفالنا خصوصا التربية الجنسية، وخلق مناخ وجسر من التواصل مسألة مهمة وضرورية داخل البيت مع إعطاء معلومات صحيحة تناسب سن الطفل بمصطلحات بسيطة.
وأخيرا أقول إن الاحصاءات والدراسات العلمية أكدت غير ما مرة أن الأطفال الذين يتوفرون على معلومات تخص جسدهم يبقون أقل تعرضا للاعتداء الجنسي وأكثر نجاحا في علاقاتهم مستقبلا.