كشف الستار عن مشهد مروع يعكس الوجه القاتم للجريمة المنظمة في قلب منطقة العطاوية . إذ عثر هناك على 19 شخصًا، يعانون من أمراض نفسية وعقلية، محتجزين في ظروف تشبه المعتقلات السرية. الحدث الذي هزّ الإقليم كشف عن معاناة صامتة استمرت لسنوات، بلا صوت أو إنصاف.
ضحايا خلف الجدران
الأحداث بدأت بتدخل الجهات الحقوقية، بعد تلقيها إشارات تفيد بوجود محتجزين يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بالبشر. هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يعانون أصلًا من هشاشة نفسية وجسدية، وضعوا تحت رحمة شبكة إجرامية يعتقد أنها متورطة في الاتجار بالبشر، حيث تم استغلالهم لتحقيق أرباح غير مشروعة.
تحقيقات تكشف النقاب عن المأساة
بأمر من الوكيل العام للملك، فتح تحقيق قضائي واسع. أسفر عن توقيف 6 أشخاص يشتبه في تورطهم المباشر في هذه الجرائم. التهم الموجهة لهم تراوحت بين الاتجار بالبشر، التعذيب، والقتل غير العمد، وصولًا إلى حيازة أسلحة نارية واستغلال الضحايا في أعمال شاقة.
وفي خطوة لحماية الناجين، جرى نقلهم إلى مستشفى للأمراض النفسية، حيث يتم متابعتهم طبيًا ونفسيًا تحت إشراف النيابة العامة. في محاولة لإعادة بعض من الكرامة التي سلبت منهم.
حادثة العطاوية ليست مجرد قضية جرائم ترتكب في الظلام. إنها جريمة تتركنا أمام تساؤل مرير: كم من الضحايا لا يزالون خلف الجدران؟