فجّرت عارضة الأزياء المغربية ليلى الحديوي موجة واسعة من الجدل بعد اعترافات صريحة في حلقة جريئة من بودكاست “عندي سؤال” على قناة المشهد. حيث كشفت فيها عن تجارب شخصية حساسة، من ضمنها تعاطي المخدرات والخمور و غيرها .
إذ أكدت أن هذه التجارب لم تكن بدافع التمرد، بل رغبة في فهم ما يعيشه المدمنون من الداخل، وحرصًا على أن تكون على دراية كاملة بما قد تواجهه ابنتها. لم تسعَ ليلى إلى تبرير هذه الاختيارات، بل إلى الاعتراف بها كجزء من مسارها الإنساني .
من الشارع إلى النضج… ومن الانكسار إلى القوة
استحضرت ليلى في البرنامج مراحل نشأتها، ووصفت الشارع بأنه كان مدرستها الأولى، حيث تعلّمت منه دروساً حياتية لم تمنحها لها مقاعد الدراسة. كما تحدّثت بحرقة عن فقدان والدها، الذي وصفته بكونه سندها وأمانها، مشيرة إلى أنها اضطرت للعودة إلى العمل بعد أسبوع فقط من رحيله لتأمين احتياجاتها واحتياجات ابنتها.
لم تخفِ الحديوي لحظات الضياع التي مرّت بها، خصوصًا في مرحلة الشباب، لكنها اليوم تؤمن أن الحياة تمنح فرصاً جديدة للنضج، قائلة إن كل تجربة عابرة تحمل بذور النهوض من جديد.
تقرؤون أيضا : ليلى الحديوي تحتفي بالأزياء المغربية بين التراث والحداثة
موجة انتقادات ورسائل دعم مؤثرة
التصريحات الصادمة للحديوي لم تمر دون ضريبة، فقد تعرّضت لهجوم لاذع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شكك البعض في دوافعها واتهمها بمحاولة إثارة الجدل.
ورداً على هذه الانتقادات، نشرت الحديوي تدوينة مؤثرة عبر حسابها الرسمي، قالت فيها:
“ تحدثت بصدق. ليس لإثارة ضجة. ليس للتذمر فقط لأشارك، كامرأة من بين أخريات، ندوبي وحقائقي “

ابنتها تدخل على الخط برسالة حب وفخر
من بين أبرز اللحظات التي لقيت تفاعلاً واسعًا، كانت رسالة ابنتها التي نشرتها عبر “ستوري” على إنستغرام، في موقف دفاعي مؤثر عن والدتها.
كتبت تقول:
“أمي العزيزة، أريدك أن تعرفي كم أحترمك وأقدرك. أنت مصدر قوة، شجاعة وإلهام. مهما كانت الانتقادات أو الصعوبات، تظلين شامخة، كريمة، وحقيقية.
أنا فخورة بك. صوتك مهم، ونضالك عادل، وصدقك يلمس القلوب. واصلي أن تكوني كما أنت، دون مساومة.
أنا معك من كل قلبي، اليوم وغداً ودائماً. بكل حبي.”

ما بين الجرأة والصدق… ليلى تُشعل نقاشًا مجتمعياً
سواء اتفقت الجماهير معها أم لا، فإن ليلى الحديوي استطاعت أن تفرض نقاشًا مختلفًا، يتمحور حول الحرية الشخصية، المسؤولية، والاعتراف بالماضي دون خجل.
هي لا تروّج للتجربة، بل تعترف بها كواقع، وتشاركها بهدف التوعية، وخاصة لحماية ابنتها من تكرار الأخطاء نفسها.